اتصل بنا
 

في الأردن ما يستحق التضحية

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-06-23 الساعة 14:44

نيسان ـ

الآمال عراض والنفوس كبار لكن الواقع مؤلم.. ان النفوس صالحة لقبول الاخر لكن أرضك يباب لا تخصب إلا باستئصال الأورام العضال . النفوس تعشق الظهور وتخليد البطولات متى تخلصت من الطمع والتعلق بالملذات وما هو زائل ونرجو أن تكون ذلك البطل الذي لا يخشى الصعاب واشترى الوطن بالحياة فصار رمزا فما مات وان غاب الجسد
ان الدمن مهما اورقت وازهرت تحمل فسادها والنفوس تنفر منها ولا تثق بها . فكيف نرجو قطافها وهي تغذى من تربة موبوءة... يأتيك الرجل من رحم الفساد وترجو منه الصلاح فهذا صعب محال وان أبدا لك الصلاح نعم باب التوبة مفتوح والإصلاح وارد لكن الأيدي مغلولة بالف قيد وقيد. ولو صحت النية فجميع اعضائك مصابة مترهلة والدماء التي يضخ قلبك فاسدة ودوارك الذي تسكن لم يزهر غير ما ازهرت الدمن ونفسك لم تحرك ساكنا وانت تشرف على لجنة تقييم التخاصية والوطن يذبح بصمت ودون رحمة تحت عينك ومع ذلك نرجو أن تحدث المعجزة فتشرق النفس بنور ربها أو بنور انسانيتها التي أودع باريها أو بلحظة من ندم إبليس. ونرجو أن يكون العلاج جذريا لا جراحات تجميلية تخفي الوجوه القبيحة .
ان نفوسنا مشرقة متسامحة طيبة مباركة كطيبة ارضنا صافية كصفاء سمائها فكن كما نريد لا كما يريدون.
ففي الأردن ما يستحق التضحية فهي في اكناف الأقصى وارض الشهداء ومعبر الفتح للشمال ودرب الأنبياء وهي مأوى المعذبين في الأرض: شيشان وشركس وفلسطينيين وعراقيين وسوريين وليبيين ويمنيين وغيرهم ولا منة في ذلك فنحن امة واحدة. وجسد واحد فليكن مبضعك في استئصال الأورام الخبيثة ممن يحيطون بك اولا أن كان الاصلاح من مفرداتك وان كانت الآلام شديدة عليك فالوطن يستحق أن نألم من اجله فالمخاض عسير .. انها متناقضات لكننا ننظر للغد بعين متفائلة

نيسان ـ نشر في 2018-06-23 الساعة 14:44


رأي: د. محمود الهواوشة أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً