اتصل بنا
 

العيسوي خيار ملكي لمرحلة هي الأكثر صعوبة

صحافية أردنية

نيسان ـ نشر في 2018-06-23 الساعة 14:51

نيسان ـ

جرت العادة أن يحفل البلاط الملكي الهاشمي بشخصية سياسية معروفة لتولي مهام رئاسته لما لهذا المنصب من أهمية في توجية أجندة الأولويات بين القصر والحكومة والقصر والأجهزة الأمنية .
اليوم ومع تعالي الأصوات المطالبة بإسماع القصر صوت الشارع وحدوث تماس مباشر بينهما يبدو أن الرسالة وصلت وتكللت بالقبول ،بتعيين أمين عام الديوان الملكي ورئيس هيئة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية معالي يوسف العيسوي رئيساً له،كما يتضح من كتاب التكليف السامي :'اليوم أعهد إليك برئاسة ديواننا الهاشمي العامر، لتكون حلقة الوصل بيني وبين سائر مؤسسات الدولة، ولتعمل على تعزيز التواصل بين الديوان الملكي وأبناء وبنات شعبنا الوفي العزيز، ولتبقي أبواب الديوان مفتوحة أمام الجميع، لكي يكون كما كان على الدوام بيتاً وموئلاً لكل الأردنيين، بيتاً يجدون فيه المرجع والملاذ الذي يفيئون إليه لإيصال صوتهم أو قضاء حاجاتهم وخدمتهم بما لا يتعارض مع القوانين والأنظمة، ومبدأ العدال والمساواة والشفافية.
العيسوي الذي خرج من رحم المؤسسة العسكرية التي يفخر بها الملك ويوليها الاهتمام الكثير ، اقترب من مواجع الأردنيين في مختلف مناطق المملكة وكان صوتاً لمن لا صوت لهم من الفقراء والمعوزين في جيوب الفقر من خلال هيئة تنفيذ المبادرات الملكية مما منحه فرصة التعرف لحاجاتهم وفتح خطوط مباشرة للتواصل بينهم وبين البلاط الملكي كما تحدث الكتاب:'سبق لك أن عملت أميناً عاماً للديوان الملكي الهاشمي العامر، ومستشاراً فيه، ورئيساً للجنة المبادرات الملكية، وقبلها كنت أحد ضباط قواتنا المسلحة – الجيش العربي'.
مع تزايد الضغوط على المواطنين وزيادة أعباء الحياة اليومية وعجز الكثيرين منهم على اجتياز يومهم دون الحاجة للبحث عن مساعدة مالية أو صحية أو تعليمية وهو ما نجح العيسوي في التخفيف منه من خلال إيصال الرسالة للملك وتنفيذ توجيهاته بحذافيرها وبكل دقة وأمانة ودون تقاعس أو فتور همة وهو ما أكد علية الحديث الملكي بالقول :'وقد تابعت عن كثب أداءك وعطاءك المتميز في كل المواقع التي حللت فيها، وكنت مثالاً في تحمل المسؤولية والحرص على النهوض بالواجب، بمنتهى التفاني والأمانة والإخلاص'.
الثقة الملكية التي حازها العيسوي ليست وليدة الساعة وإنما هي تجديد لما سبق ورغبة في فتح مزيد من الأفق للتواصل مع الشارع الأردني ففي العام 2011 صدر مرسوم ملكي بتعيينه أمينًا عامًا للديوان الملكي بمرتبة وزير، وكان قبل ذلك عمل مديرًا للمشاريع الملكية في جميع محافظات المملكة لخمس سنوات، وصار يجمع بين المهمتين لما أثبته من جدارة في قيادة دفة الأمور،كما أكد الملك في ختام خطاب تكليفة للعيسوي حبن قال :'إنني على ثقة بأنك أهل لتحمل هذه المسؤولية، وستجد مني كل الدعم والمؤازرة'.
الخيار الملكي لم يكن ضرب عشواء وإنما هو رسالة واضحة بتغير قواعد اللعب السياسي داخل القصر بما يتناسب والمرحلة القادمة والتي ستكون أكثر من عصيبة على النظام والبلاد وهو ما يتطلب التصاقاً أكثر بالشعب مع إرسال رسائل واضحة للخارج بصعوبة المرحلة وتبدل الأدوار .

نيسان ـ نشر في 2018-06-23 الساعة 14:51


رأي: عهود محسن صحافية أردنية

الكلمات الأكثر بحثاً