اتصل بنا
 

مؤامرة تحالف صفقة القرن ضد فلسطين والأردن الرسمي

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-06-28 الساعة 19:47

نيسان ـ

ما عجزت عنه مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية خلال سبعين عاما من العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني ،يرغب حلفاؤها من صهاينة العرب من بقايا التيه اليهودي الذين عثر عليهم السير بيرسي كوكس في جزيرة العرب ،ومكنهم من إغتصاب الحكم فيها ،بتحقيق الهدف الرئيس للصهاينة وهو تهويد فلسطين بالكامل وتحقيق يهودية الدولة وشطب القضية الفلسطينية والتنازل عن القدس ،وعلاوة على ذلك شطب الأردن الرسمي ،للتخلص من 'الأرق'الذي يسببه الهاشميون المطرودون من وطنهم الحجاز ،ويطمئن أبناء مردخاي سلول الخيبريين الصهاينة المغتصبين لأرض الحجاز في الحكم الإغتصابي الذين قضوا في ظلاله يصارعون على مدى اكثر من مئة عام ،وكانوا هم أساس ضياع فلسطين ،ويريدون أن يضعوا التوقيع النهائي كما وقع أبوهم عام 1915.
ملاحظة لم يتنبه لها أحد ربما وهي أن تحالف صفقة القرن يضم أطرافا غير أصيلة في الحكم ،بل إغتصبت الحكم إغتصابا وإستمرت فيه ظلما وبهتانا ،وكان السيف والدم وسيلتها للبقاء في الحكم الإغتصابي ،ولنبدأ من أبناء مردخاي وأبناء عمومتهم في جزيرة العرب ،فهم من نتاج السير بيرسي كوكس، بينما أبناء بحر الخزر الذين تهودوا في عهد ملكهم الخاقان هربا من الضغط الأوروبي المسيحي والجزية الإسلامية ،فهم مغتصبون للحكم في فلسطين ،ورغم مرور سبعين عاما على إغتصابهم ،إلا انهم يتأرجحون خائفين قلقين على مصيرهم رغم انهم قوة نووية كبيرة في المنطقة.
ولو جئنا إلى الرأس الكبير في تحالف صفقة القرن وهو الرئيس ترامب المتمسح بالإنجليكانية والجمهوريين، الذي جاء إلى البيت الأبيض بالتزوير وساعده في ذلك صديقه وشريكه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحاجة في نفس يعقوب قضاها،كي يثأر من الدور الأمريكي في تفكيك الإتحاد السوفييتي على أيدي كل من الجاسوسين الأمريكيين غورباتشوف ويلتسين .
هذا التحالف يسابق الزمن لتنفيذ مؤامرته ومع ذلك لم يدر بخلد أحد منهم ان ما بني على باطل فهو باطل ،لأن الأطراف الصحراوية في تحالف صفقة القرن غير مستقرة في الحكم ،وهي تعاني من علّة الديمومة رغم أنهم سيطروا بالحديد والنار ،ولكن الجمر متقد تحت الرماد،كما أن الرئيس ترامب نفسه غير مستقر في البيت الأبيض ،وهو بإنتظار الضربة القاضية التي سيوجهها له المحقق الخاص ميللر ،الذي يضيق الخناق عليه ،وآخر ركلة له كانت الحكم الصادر بحق جمعيته الخيرية وتغريمه 2.8 مليار دولار ومنعه من ممارسة العمل الخيري لمدة عشر سنوات،ناهيك عن الحبال التي تلتف حول رقبته .
لذلك فإن صفقة القرن محكوم عليها بالفشل لأن الأمور تقاس بخواتيمها ،وسوف تتدخل العناية الإلهية في اللحظات المناسبة لتردع المارقين الذين لم يحسنوا إسلامهم وظلوا على يهوديتهم بل وتطور الأمر بهم إلى التصهين ،وإعلان ذلك على الملأ ،والعمل على إدخال صهاينة بحر الخزر إلى الأراضي المقدسة على أساس انهم من حفدة بني القنينقاع وبني قريظة ويهود خيبر،وقد تم إعادتهم فورا إلى خيبر ويثرب في مخالفة صريحة للنبي الهاشمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ،وقد تم تخصيص 100 مليار دولار لتعويضهم عن إستخدام ممتلكاتهم منذ ان طرهم رسولنا الكريم إلى يومنا هذا.
وكما أسلفنا فإن تحالف صفقة القرن يهدفون لشطب ملف القضية الفلسطيني للتفرغ للعمل مع مستدمرة إسرائيل وفق نظرية الهالك شيمون بيريز الذي دعا عام 1996 في كتابه بعنوان 'الشرق الأوسط الجديد' ،إلى التزاوج بين العقل اليهودي الذي والمال العربي السايب لإقامة مشاريع صناعية ونجارية وزراعية ضخمة ،كما أنهم يريدون شطب الأردن الرسمي ليرتاحوا من الطرق الهاشمي المتجدد وإحتمال عودة الحجاز للحكم الهاشمي.
الحقد الذي يكنه تحالف صفقة القرن بأطرافه الصحراوية العربية ومستدمرة إسرائيل والرئيس ترامب وصهره الصهيوني كوشنير ضد الأردن الرسمي واضح وجلي،فهم الآن يرون في الأردن الرسمي عائقا امام مخططاتهم ،فجلالة الملك عبد الله يتفوق عليهم في كافة المجالات رغم غناهم ،فهم وحتى في هذه الميزة قبلوا لنفسهم بالإنحطاط إلى مستوى السفه لأن ثرواتهم ليست لشعوبهم بل للفرنجة وآخر فهلوة مورست عليهم قيام ترامب بحلب نصف تريليون دولار منهم في سويعات .
يمتاز جلالة الملك الهاشمي عبد الله بن الحسين بالفهم العميق وبالثقافة والإنفتاح والقدرة على مخاطبة الآخر ونيل إحترامه ،بعكس التحالف الصحراوي في صفقة القرن الذي لا يتمتع لا بالفهم ولا بالقدرة على المخاطبة والإقناع ،ناهيك عن عجزهم عن نيل إحترام الآخرين.
لكل هذا وذاك فإنهم يريدون إزاحة الأردن الرسمي من طريقهم لأنه تمرد عليهم ورفض الإنصياع لأوامرهم ونواهيهم ،وتجلى ذلك في رفضه أن تكون الأراضي الأردنية منطلقا لغزو الشقيقة سوريا ،كما رفض حصار قطر ومقاطعتها ،ورفض الإبتعاد عن تركيا ،ولهذا حاصروه ماليا ،وحتى عند إندلاع المظاهرات الأخيرة في الأردن وإتخاذهم قرارا بمساعدته عقدوا مؤتمرا في مكة بهدف الضغط على جلالة الملك عبد الله الثاني ولكنهم لم يفلحوا.
الكويت وقطر هما الدولتان العربيتان في الخليج اللتان وقفتا مع الأردن بدون منّة ولا تهديد ولا ضغط ،وهما أيضا ضد صفقة القرن ،وهذا ما جعلهما هدفا لتحالف صفقة القرن ،وقد وجه الصهيوني كوشنير تهديات مباشرة وبطنة لدولة الكويت حتى تعدل من مسارها الصحيح وتؤيد صفقة القرن .....

نيسان ـ نشر في 2018-06-28 الساعة 19:47


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً