درعا تموت وحيدة .. والعرب يحصدون أرواح "الأخبار"

وحدهم يقتلون. ووحيدون يمضون الى حتفهم.كأن لم يرهم احد. على اية حال هم مجرد بضع عرب، وضعتهم ماكينة الاتفاق الامريكي الروسي فوق الصفيح ثم اخذت بتسخينه.
في المعلومات ما يندى له الجبين. ليس جبين الاعداء. بل نحن العرب.
نحو 400 الف مدني في درعا مهددون بالموت، لهذا يفرون من الموت المتفجّر الى موت ابطأ قليلا. 400 الف مدني سوري سيقتلون لان اتفاقا سياسيا ابرم بين قوى إقليمية تريد ترتيب اوراق مصالحها في المنطقة.
تخرج الصحف لتبدأ بحصد أرواح الخبر: شهداء وجرحى استهداف الطيران الحربي الروسي للمدنيين في بلدة السهوة بريف درعا الشرقي بعدة غارات جوية. وستقول ايضا: النظام يُسيطر على مدينة الحراك في الجنوب. أو ربما ستخرج الأمم المتحدة للناس باعلان انها توقفت عن تسيير قوافلها الإنسانية التي تعبر الحدود الأردنية إلى درعا في جنوب سوريا، بسبب المعارك.
في الحقيقة هذا ما قاله رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا يان ايغلاند في جنيف من أن 'طريق الإمدادات من الحدود الأردنية، الذي كان شديد الفعالية، توقف بسبب المعارك في الأيام الأخيرة' وأن إرسال القوافل عبر الحدود 'متوقف منذ 26 حزيران'.
بعد قليل ستخرج ماكينة حقوق الانسان الغربية لتطحن قصصنا المجتمعية. ستهاجم 'كوارث' زواج القاصرات شرقا، وستقول ما لم يقله مالك في الخمر عن حقوق المثليين غربا، ثم سيمولون مراكز بيننا، ويأمرون بعضنا بتنفيذ حملات دعائية لان فتياتنا الصغيرات يقهرن جدا بالزواج.
وحدهم السوريون في درعا لن تجد جمعيات حقوق الانسان تدافع عنهم. لن تقول عنهم شيئا. انهم مجرد عرب يفتك بهم في زحمة الاتفاقات الامريكية الروسية.