اتصل بنا
 

أزمة اللجوء السوري.. نحن "الفرض" وهم "النافلة"

نيسان ـ نشر في 2018-07-02 الساعة 14:20

x
نيسان ـ

بقلم إبراهيم قبيلات...منذ اندلاع الأزمة السورية في الخامس عشر من أذار 2013 والأردن فارداً صدره للسوريين الهاربين من بطش النظام وقوى الشر والعقول المتحجرة.
شاهدنا على مدار الأيام والساعات الماضية حجم المساعدات الشعبية الأردنية المتراكمة على حدود المملكة الشمالية، في مشهد يعكس هوية عروبية لا تقبل إلا السخاء، في انسجام ورسالة آمن بها الأردنيون على مر التاريخ، فلا تذكر الناس أزمة عربية إلا وكان الأردن بها مطرحا لا توصد أبوابه.
نسي البعض كل ذلك، وراحوا يضغطون على الأردن بهدف فتح حدوده أمام طوفان اللجوء الذي لم ينقطع للسنة الثامنة على التوالي، متناسين عن سبق إصرار وترصد ما يحمله سيل اللجوء من إرهاب ووحشية لا ينفع معها عواطف لحظية بل تتطلب عقولا سياسية تدرك خطورة وحجم الخطر القادم.
أمس وأول من أمس، هبّت الحكومة وجمحت الناس لتضمّد جراح السوريين بملحها وزادها، كأضعف الإيمان من دون أن تكف عن بلورة موقف دولي في خلق مناطق خفض التصعيد في الجنوب السوري.
انتفض الاردنيون في كل محافظات المملكة دون استثناء، وهذا دأبهم منذ أن أندلعت رصاصة الكرامة العربية من 'سبطانة' الجنوب، فاستجابوا لنداءات السوريين، وأرسلوا مئات الاطنان من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية وغيرها من حاجات إنسانية لا تحتمل التأجيل..هي هبة اردنية صادقة، مبكراً غرست نفسها في سهول حوران فطاول كرمهم جبال قاسيون.
نفهم، ونتفهم كل هذا العز وكل هذا الشموخ ولكن، ألم يحن الوقت لاستنساخ هذا التحشيد الجماهيري في خلق مناخات وطنية تتكفل بكنس كل غبار الفساد، ولملمة شعث فقرنا في 'المريغة وقرى فيفا والمزرعة ودير علا'. أستطيع أن أقول إن درب الفقر ممهدة من العقبة حتى عقربا، وتستصرخ ضمائرنا.
نتفهم تماما رغبة البعض في فتح الحدود أمام السوريين لدواع إنسانية بحتة، لكن ما ندركه يقيناً أن الدولة مطالبة بحماية مواطنيها من ألسنة النار المتطايرة من الساحة السورية، وهو ما يحتّم علينا منح الدولة الفرصة الكافية لإدارة ملفها بعقل وروية ومن دون شيطنة.

نيسان ـ نشر في 2018-07-02 الساعة 14:20

الكلمات الأكثر بحثاً