اتصل بنا
 

ما قيمة جامعتنا؟

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-07-16 الساعة 09:32

نيسان ـ

سؤال يختلج في ذهني منذ ما يقارب العقد ونيف من الزمان عندما ولجتُ أبواب الجامعة الأم الجامعة الأردنية في مرحلة البكالوريوس مدفوعا بفخر الظفر بالمقعد الذهبي في أم الجامعات على مستوى الوطن العربي.
ظل الأمل يحدوني أن انهل من علمها وعلمائها وصولا إلى مرحلة الدكتوراة، وقد تتلمذت خلال هذه المراحل الدراسية على ايدي أساتذة أجلاء درسوا في مختلف الجامعات المحلية والعربية والعالمية فلم أجد تباينا في المستوى العلمي والمعرفي بينهم .
كنت حريصا على أن اتواصل مع الأساتذة خارج حلقات الدرس لأتعرف إلى أماكن دراستهم وظروفها حرصا مني على الاقتداء بهم فوجدت أن جامعاتنا الوطنية تنافس أعتى الجامعات العالمية، معرفة وعلما، أسوق هذه المقدمة وأن أرى الجامعات الحكومية والخاصة في وطني تتسابق في استقطاب خريجي الجامعات الغربية والأوروبية وتتباهى بذلك، وتشترط أن يكون من يتقدم لشغل وظيفة عضو هيئة تدريس خريج جامعة أجنبية.
هنا أود أن أتساءل أين دور خريجي الجامعات الغربية والأوروبية الذين ابتعثتهم جامعتنا الوطنية؟ أليس من المنطق أن ينعكس أداء هؤلاء الأساتذة على الطلبة وبالتالي نرى هذا الأثر ونلمسه؟ فمنذ سبعينيات القرن الماضي وجامعاتنا تُرسل طلبتها إلى الغرب؟ فما هي النتيجة التي نراها اليوم؟ ولماذا تتسابق جامعاتنا المحلية إلى فتح برامج دكتوراة في مختلف المجالات والحقول وهي لا تثق بخريجيها، وتشترط للتعيين أن يكون خريج دولة أجنبية.
أدرك ضرورة التنويع في خريجي الجامعات علميا وثقافيا، ومع الإحترام لكل معايير الجودة وتصنيفاتها يجب إعطاء خريجي الجامعات الوطنية الأولوية في التعيين أو على الأقل مساواتهم مع خريجي الجامعات الغربية والأوروبية والتخلص من عقدة الجامعات الغربية التي تسيطر على تفكير صنّاع القرار في التعليم العالي، وإلا فيجب إغلاق جميع برامج الدراسات العليا في كل جامعتنا الوطنية وأن نيمم وجوهنا شطر الغرب وأوروبا علنا نقتبس من نور علمهم ما نجهل.

نيسان ـ نشر في 2018-07-16 الساعة 09:32


رأي: د. عبد الهادي أبوقاعود أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً