#سباق_نحو_الشر

نيسان ـ

بعد السلام عليكم، يصفر الحكم صافرة أولى ليتهيأ المتسابقون، ومن ثم يقدم لهم التعليمات، وأهمية الالتزام بأخلاقيات اللعبة، ثم يعد للثلاثة تنازليا، ويتمنى التوفيق للجميع، ويصفر إيذانا بانطلاق السباق.

لكن الواقع الافتراضي (الالكتروني) اليوم مغاير لذلك تمام .. لا توجد صافرة بداية ولا نهاية (كل واحد على راسه) لا توجد تعلميات مشتركة، لا توجد روح رياضية، تختفي أمنيات التوفيق، وتنعدم روح الفريق، وأيضا لا يوجد حكم يعلن الرابح من الخاسر، يوجه العقوبات لمن يتجاوز القانون.

نعم هذا حال كثير منا عبر منشوراتنا الالكترونية (إلا من رحم ربك) سباق نحو النجومية الفردية، إلا ان السباق هذا مغلف بالشر.

أنا أول من نشر خبر جريمة القتل ....

حصريا: مشاجرة بجامعة ....

تابعوني الان لتفاصيل حادث ....

سيلفي والميت من خلفي ..

نعم، سباق نحو الشر واخباره وتفاصيله وحوادثه، من الذي ينشر اولا اخبار المشاجرات، ولم ينشر يوما الانجازات والاختراعات والابحاث بجامعاتنا

نعم، سباق نحو الشر، من ينشر خبر الجريمة تلك والتفاصيل الدموية والصور المرعبة فيها، ولم ينشر يوما نصيحة تربوية لمستشار من بلادنا

عاجل .. الآن .. حصريا : سطو مسلح، سرقة بنك، ابن يضرب أمه .....

ولما يطلع الخبر بعيد عن كل هذا التهويل، يقول لك: انا نشرت ما وصلني. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".

من حق كل واحد منا ان يسطع نجمه، وان يبني بانجازاته وكتابته قاعدة من الجماهير، لكن الباحث عن الشهرة فوق آلام الاخرين، لاهث خلف السراب، فحبال الشر قصيرة

الحق ان تنقل الحق كما هو: الخير والانجازات، والاخفاقات المتعمدة .. فالخير يسوق الاخرين لمثله، ونقد الظلم والتقصير المتعمد انكار للمنكر.

#بعد_السلام #نديم_الحسن