اتصل بنا
 

المنطقة العربية بين خريطتين: واحدة لداعش والأخرى لأمريكا

نيسان ـ نشر في 2015-07-03 الساعة 21:31

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات

يقول منظرو ومناصرو تنظيم داعش ان (الدولة الاسلامية) باتت الرقم الأصعب، ويرون أن اعتراف الدول بها ليس شأنا يستحق أن يشغلوا به أنفسهم، لكنه سيكون (تحصيل حاصل).

ويقولون أيضا (الدولة) اليوم تقف في جغرافيا فيها النفط بات نفطهم، والأرض صارت أرضهم، والمدن هي مدنهم والقرار بالتالي قرارهم.

نعم، نحن نعيش في منطقة هي بين مشروعين، الأول؛ تديره الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، ويقضي بإعادة رسم جديد لخرائط الدول السياسية، تقوم بها دول وتذوب دول، وتنشطر أخرى، وتصبح دول محاطة من الجهات الأربع بأعداء وجوديين لها.

لكن في المقابل، لدى تنظيم داعش مشروع آخر، وكأنه لا يتوقف عن تبني خارطة هارون الرشيد للدولة الإسلامية التي فيها يقول للغيمة: (أمطري حيث شئت فإن خراجك لي) أو خارطة نبوخذ نصر ونارام سين حيث “جهات العالم الأربع”.

وحدها دول المنطقة لا تمتلك سوى الانتظار او انها تقوم بالحركة لكنها الحركة ضمن اطار رد الفعل على المشروعين.

المثير للانتباه أن لا أحد يريد أن يقاتل داعش، والكل يرمي مسؤولية قتالها على الآخرين، وفي الطليعة من ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وليس دول المنطقة المشغولة بأوجاعها الخاصة بأفضل حالا.

ما هو مؤكد أن معطيات اليوم ليس بالضرورة أن يبني عليها المرء نتائج الغد. داعش اليوم ترفع شعارا نراه. كما أن أمريكا لديها خرائطها أيضا. فيما تدور معارك وسط الحرب متعددة الأشكال .. في مصر واحدة، وفي الشام أيضا، وفي العراق، واليمن. لا بل المعارك المؤجلة في أوكرانيا بين الشرق المسيحي والغرب المسيحي تدخل هي الأخرى في صلب الموضوع، بينما نرى دخان الضعف ينتشر عبر أزمة اليونان.

العالم يغلي. والأرض تمور بالفتن.

وفي حال أردنا استدعاء دولاب التاريخ. فلا نظن القصة إلا وهي تشبه حركة دوران الأيام إبان نور الدين محمود زنكي وتلميذه النجيب صلاح الدين الايوبي، سوى أن ما يجري اليوم مجرد "عمليات إشغال تاريخية" لقادم أعظم.. لكن ما هو؟

نيسان ـ نشر في 2015-07-03 الساعة 21:31

الكلمات الأكثر بحثاً