اتصل بنا
 

سيزول أبناء مردخاي وتبقى سوريا موحدة

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-07-17 الساعة 11:49

نيسان ـ

الأمور تقاس بخواتيمها ،وخواتيم الأمور في سوريا واضحة وضح الشمس في ثالثة النهار بعد الجولة الأخيرة الحاسمة على الحدود مع الأردن ،وإستعادة السيطرة على الجنوب المسيطر عليه من قبل المارقين الممولين وهابيا .
سيزول محراك السوء ومبعث كل الشرور في وطننا العربي بدءا من الجزائر وحتى سوريا مرورا بالعراق واليمن وليبيا وتوني وحتى المحروسة مصر ،أبناء مردخاي سلول الصهاينة المغتصبين لأرض الحجاز إن عاجلا أو آجلا،وبوادر رحيلهم غير مأسوف عليهم بدأت تتجلى لكل صاحب بصر وبصيرة ،فمئوية إغتصابهم للحجاز إنتهت ،وسينفذ فيهم قدر الله ،نظير ما حاكوه من مؤامرات ضدنا ،وبيعهم فلسطين للصهيونية نظير دعمهم من قبل المندوب السامي البريطاني آنذاك في جزيرة العرب السير بيرسي كوكس في حكم الحجاز.
ها نجن نحن نشهد البوادر المتعلقة بزوال أبناء مردخاي ،وبقاء سوريا موحدة ،رغم حجم المؤامرة التي حاكها أبناء مردخاي ضد هذا البلد العربي الذي تجرأ رئيسه وقال لهم بالفم الملآن: لا لن أنفذ ما تطلبونه مني ،وينعكس سلبا على حلفائي!!!
بدأت القصة عندما جاء أبناء مردخاي وطلبوا من الرئيس بشار قطع علاقاته مع إيران وحزب الله وحركة حماس ،نظير إما شيك مفتوح أو ان يطلب هو الرقم المطلوب،لكنه ورغم قوة العلاقة التي كانت تربط القيادة السورية منذ أيام الرئيس والده ،تجرأ ورفض مطالبهم غير المحققة وإلحاحهم الممجوج،ظنا منهم انهم سينفذون من خلاله إلى إيران وحلفائها في المنطقة حزب الله وحماس.
من هنا نبدأ ..وبالفعل هدده أبناء مردخاي أنه سيدفع الثمن غاليا لأنه تجرأ ورفض طلبا لهم ،وهذا بطبيعة الحال غير مألوف ان يرفض حاكم عربي طلبا لأبناء مردخاي المشهورين بالترغيب والترهيب،وبالفعل نفذوا تهديدهم وحركوا شياطينهم الوهابيين في المنطقة وفي سوريا ،ورأينا 125فصيلا وهابيا مسلحا تمسحوا بالدين شكلا ومارسوا القتل والتقتيل والدمار ،معتقدين واهمين بأنهم يقودون ثورة في سوريا ،وهم في الحقيقة ليسوا سوى مرتزقة مأجورين نصب لهم فخ كبير إسمه داعش وجبهة النصرة وما بينهما من عناصر مدسوسة رخيصة ،وقد راهن الكثيرون على إنهيار الدولة السورية لكن الله سلم،ولم يخذل حلفاء سوريا حليفتهم ،فكان النصر في نهاية المطاف للدولة السورية،وكنا دائما نقول أن الرئيس بوتين لن ينهزم في سوريا ،لأن هزيمته تعني عدم قيام قائمة لروسيا حتى تقوم الساعة.
شهدنا في الأيام الأخيرة جولة حاسمة في جنوب سوريا ، نجم عنها هزيمة المشروع الوهابي الوسخ الذي أشعل الميران في المنطقة وقوّض إمكانياتها تمهيدا لتنفيذ صفقة القرن لصالح الصهاينة في شقها الأول وهو شطب القضية الفلسطينية ،ولصالحهم أنفسهم في شقها الثاني، وهو القضاء على الأردن الرسمي وتخلصهم من الهاشميين اعدائهم التقليديين، الذين إنتزعوا منهم حكم الحجاز عام 1916 وطردوهم منها،وهو يسعون جاهدين وبكل الطرق التي تتفق مع صفاتهم القذرة ، يحاولون نزع الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،لعقد شراكة إستراتيجية مع الصهاينة.
تستطيع خداع بعض الناس لبعض الوقت ،ولكنك لا تستطيع خداع كل الناس طوال الوقت ،وهذا ما حصل مع الإرهابيين الذين فتحت لهم حدود سوريا ليمارسوا التقتيل والتدمير ،كما أن السوريين المغرر بهم والذين إمتهنوا الإرهاب على خطى ممولهم الوهابي ،فقد فشلوا في أول إمتحان لهم ،وهو أن التعليمات الوهابية الصادرة لهم كانت التمسح بمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،والقيام بزيارتها والإدلاء بالتصريحات القذرة هناك كما فهل المدعو فريد الغادري الذي قال بالنص:'سنرفع علم إسرائيل فوق دمشق إن لم يكن اليوم فغدا ،فشعبنا مسالم'،ناهيك عن إرسال جرحاهم لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية ،ولعمري أن هذا غباء ما بعده غباء أن يتقبل عقل سوي أن الصهاينة يعالجون مصابا عربيا هكذا .
إختلفنا مع النظام السوري في الجزيئيات لكننا كنا نحرص كل الحرص على وحدة التراب السوري ،وكان لدينا بعض العتب على القيادة السورية بانها لم تحسم تحرك أطفال درعا بالإستجابة لمطالبهم ،تجنبا لزج البلاد والعباد في أتون حرب يمولها الوهابيون وما أقذر تمويلهم،وهذا ما حصل ،ولكن ما حصل قد حصل ونفذ امر الله والعبرة في النتائج.
لم يخذل حلفاء سوريا حليفتهم وإن تأخر التدخل العسكري الروسي ،ونحن الآن في النهايات الجميلة التي تشهد إنهيارا للمشروع الوهابي ،وهذا ما كنا نتمناه ،ونتمنى حاليا على القيادة في سوريا أن تتحالف مع دول الجوار العربية وتركيا مع الحفاظ على التحالف مع إيران ،لمواجهة الجنون الوهابي الذي أعلن تحالفه رسميا مع الصهاينة ،بعد أن حقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه بالحروب.
صحيح أن الوهابيين كبدوا سوريا خسائر فادحة وشردوا اهلها ولكن الغد السوري سيكون مفرحا ومبشرا إن شاء الله ،والتعافي بعد المرض له طعم خاص ،وستشهد سوريا ‘نطلاقة قوية لتحقيق نهضة شاملة تعيد لها ألقها ومجدها ،فيما سيأفل نجم الوهابيين،ولن تبقى إلا ذكراهم البشعة .
مطلوب من النظام في سوريا تهيئة الأجواء الداخلية لعودة المهجرين الذين غرر بغالبيتهم،وان يتم إعادة تأهيلهم كمواطنين منتجين في سوريا جديدة، تتسم بالديمقراطية والتعددية والحرية،حتى لا نجد ثغرة أخرى ينفذ منها شيطان وهابي بعباءة مختلفة،وان يحسم الأمر بالنسبة لمستدمرة إسرائيل ،وان يتحدث مع موسكو بصراحة عن ضرورة ردع هذه المستدمرة ،التي إزدادت عنجهيتها بعد كشف العلاقة المخفية منذ أكثر من مئة عام مع الوهابيين ،مذ ان كانت فكرة صهيونية على الورق عام 1915.

نيسان ـ نشر في 2018-07-17 الساعة 11:49


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً