قانون يهودية الدولة - دعم أبناء مردخاي الدونمي
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-07-20 الساعة 17:21
بالأمس صوّت الكنيست الإسرائيلي على قانون يهودية الدولة بفلسطين،ويعني أن تكون مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،يهودية الطابع ،لكنهم لا يخفون رغبتهم بالإبقاء على بعض 'الضيوف غير المرغوب فيهم'،لفترة مؤقتة ليس حبا فيهم طبعا ،بل كي يقوموا بأعمال دونية يأنف اليهودي من القيام بها ،مثل كناسة الشوارع وتنظيف الحمامات ،ويقيني أنه لولا أبناء مردخاي الدونمي الذين عثر عليهم السير بيرسي كوكس في صحراء جزيرة العرب ،وسلّمهم حكم الجزيرة ،لما وصلنا إلى هذه الحال.
كان حظنا نحن العرب في هذا الموضوع بلع الإهانة ونشر الخبروالتعليق عليه كلا بطريقته وكيفية تعبئته ثوريا أو وطنيا أو قوميا سمها ما شئت،وهم بطبيعة الحال لهم المجد والفرح والفخار والنشوة لأن لهم قياداتهم تعمل من أجلهم ،دون ان يعلموا أن الفضل في كل ما وصلت إليه مستدمرة الخزر ،لم يأت بقوة الخزريين كما قال زعيمهم بن غوريون عام 1956،لكني أختلف معه في الشق الثاني عندما قال أن ما انجزوه كان بسبب ضعف العرب ،وأقول أن كل ما حققوه من جرائم بحق الإنسانية جمعاء كان بسبب تواطؤ وتآمر وخسة ونذالة أبناء مردخاي الدونمي بدءا من الأعور عبد العزيز وإنتهاء بالدب الداشر محمد بن سلمان ،ومرورا بملوك الخسة والنذالة الذين ألغوا الجهاد في مؤتمر داكار الإسلامي عام 1991 ،وطرحوا مبادراتهم الإستسلامية وفرضوها بقوة المال على مؤتمرات القمة العربية في فاس وبيروت.
ما جرى في الكنيست لا يستحق فرحة الخزريين لأنه لم يأت بمجهودهم ،بل جاء بجهود أبناء عمومتهم أبناء مردخاي الذين قال عنهم رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية مورتون كلاين أنهم سيوافقون على تهويد الجولان السوري ،وما جرى في الكنيست ليس حدثا جديدا ولا مولودا إبن لحظته ،بل هو قرار ضمنوا تنفيذه منذ ان وقع عبد العزيز آل سعود على وثيقة التنازل عن فلسطين لليهود'المساكين'حسب رغبة السير بيرسي كوكس وإرضاء لبريطانيا التي لن يحيد عنها حتى تصبح القيامة كما ورد النص العفشيكي عام 1915.
عند نجاح جيش الإنقاذ الذي ضم سبعة جيوش عربية كلّفت بتمكين العصابات الصهيونية من إقامة مستدمرة إسرائيل ،وإحباط الثورة الفلسطينية عام 1948 بعث الصهاينة كتابا للرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان يطلبون الإعتراف بكيانهم المسخ ،مثبتين فيه 'الدولة اليهودية'،لكنه قام بشطب كلمة اليهودية وكتب بخط يده دولة إسرائيل.
ليس سرا القول ان مستدمرة الخزر بفلسطين لم تقم ولم تستمر بعدوانيتها حتى اليوم والمسلمون يعدون مليارا ونصف المليار ،وكان عدوانها موجها ليس ضد الشعب الفلسطيني فقط ،بل طال غالبية الشعوب العربية من لبنان حتى الجزائر مرورا بسوريا والأردن وليبيا ومصر والعراق وتونس ودول الخليج العربية،ولم يكن ذلك بقوة دفعها او بالدعم الغربي –الأمريكي فقط ،وإنما إستمرت عن طريق شريانها الأساس المتين وهو بقايا التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب الذين عثر عليهم السير بيرسي كوكس وسلّمهم الحكم في الجزيرة وباتوا بسبب غناهم الفاحش سادة الأمتين العربية والإسلامية وهم في حقيقة أمرهم ادرى بأنفسهم من غيرهم.
نحن العرب والمسلمين ندفع ثمن غبائنا وجهلنا وتسامحنا وطيبة قلوبنا وصمتنا عن كل التجاوزات التي حصلت ودمرت كل شيء جميل فينا وعندنا ،وقبولنا بأبناء مردخاي يحكموننا على انهم عرب مثلنا ،وغرّنا انهم يتحدثون العربية مثلنا ،دون ان نعي انهم أسلموا فعلا ولكنهم لم يحسنوا إسلامهم .
هؤلاء الخبثاء الذين أرسلنا لهم السفن لإنقاذهم من الحرق والتقتيل والتعذيب في إسبانيا إبان محاكم التفتيش قبل نحو 500 عام ،وأحضرناهم مع المسلمين ومكنّاهم بيننا وتسلموا في الآستانة أرفع المناصب ،غدروا بنا كعادتهم وأولى غدراتهم هدم الإمبراطورية العثمانية وخلع السلطان عبد الحميد الذي رفض التنازل لهم عن القدس وفلسطين .
نيسان ـ نشر في 2018-07-20 الساعة 17:21
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية