اتصل بنا
 

الدخان الأبيض

نيسان ـ نشر في 2018-07-24 الساعة 18:46

نيسان ـ


يرقب الأردنيون - الشرفاء - الذين يتمنون أن يعبروا الحياة بلباس أبيض الى أخرتهم ، دخانا أبيض يرتقي ليعانق سماء وطنهم، ويطوف على باديته وحاضرته يروي لهم بأن القادم أفضل، دخان أبيض يقرؤون من خلاله وهم الذين يملكون ناصية اللغة وأبجدياتها أن لا خيبات أمل بعد اليوم ،وأن شرفاء الزمن الجميل قد يعودوا ،وأن ثلاثية الفساد والحظوة وتطويع القانون في طريقها إلى الزوال.
يرصد الأردنيون دخانا أبيض، (يطول غيابه) وقد أصبح الفاسدون في وطنهم كاللون الأسود لقدرتهم على ارتداء عكس ما يضمرون ، ينتظرونه وكلهم رجاء بعد أن خاب رجاؤهم الا من هو أهل للرجاء.
دخان ابيض يرقبونه في حلهم وترحالهم ليظلل حياتهم في عالم لم يعد يبصرونه بعد أن ألبسوهم طوال سنين عمرهم لباس الفقر والقهر ، وقد تزين الفاسدون بعباءات الولاء والانتماء وحب الخير-وهم لا خير فيهم -الا لمن يزيد من رصديهم وُييسر عبورهم .
ليقتلوا أملهم بيوم دافئ بقرارات صاغوها وأستساغوها لتستبيح رزقهم وصحتهم وكرامتهم .
قرارات تتجمل بها موائد فسادهم، في ليل غابت عنه البراءة ،وحالك كسوادهم وهم يبحثون عن الغنى في عذاب وفقر الآخرين .
ينتظر الأردنيون دخانا أبيض ليلون حياتهم التي غابت عنها ألوان الطمأنينة لأنهم يعلمون بان الفساد السافر، والفساد الملثم لا يشتهِي ألا حبات عرقهم وبريق أملهم، ونور عيونهم.
ينتظرون وينتظرون ....ولكن هل سيطول انتظارهم ؟ بغروب نجوم الدخان الأسود، سارقي الخيرات،حديثي النعمة ، عابري الحدود، وبعض من يتربعون على كرسي المسؤولية الوطنية وهم منها براء ، لأنهم لا يعرفون من الوطن الا زرقة سمائه.
..ينتظرون الدخان الأبيض وهم الشرفاء الذين يرددون نحن طُغاة في التحدي وحب الوطن نصون أرضه وعرضه وكلنا يقين بان لكل شيء نهاية ولا أمان لفاسد ومارق بينا بعد اليوم.

نيسان ـ نشر في 2018-07-24 الساعة 18:46


رأي: فلحة بريزات كاتبة

الكلمات الأكثر بحثاً