اتصل بنا
 

المخطط كبير والأدوات رخيصة

خبير التدريب والتطوير

نيسان ـ نشر في 2018-07-25 الساعة 16:11

نيسان ـ

بكل صراحة ووضوح وقبل أن أبدأ الكتابة تحت هذا العنوان، الذي جاء نتيجة هم وطني ينتاب كل أبناء الوطن الشرفاء، ترددت كثيرا إلى أن سألت نفسي، ماذا لو كان ما تعتقده صحيحا؟ وماذا إذ لم تكن توقعاتك صحيحة؟.
كانت الإجابة على الشق الأول، إذ كانت صحيحة لا سمح الله ها نحن قد أدينا جزءا من واجبنا الوطني تجاه بلدنا، وأن كانت توقعاتنا خاطئة، نكون تجاوزنا الشر، وهذا ما نتمناه ونصبوا إليه.
منذ فترة ليست بالقصيرة تم ويتم نشر معلومات خاصة عن أفراد في مختلف مفاصل الدولة، حتى انها كادت تظهر ان اغلبية المسؤولين في البلد منظومة فساد، هذه المعلومات منها ما هو صحيح ومنها ما هو الا من باب التنكيل والاغتيال، لكن ثمة اسئلة، يجب أن يفكر فيها كل عاقل، ومن بينها؛ من هي تلك الجهات التي تمتلك المعلومات الدقيقة وتقف خلف ذلك؟ وهل هذه الجهات داخلية ام خارجية؟ لماذا الان و بعد ان اوشكت الجارة سورية ان تتخلص من المؤامرة التي احيكت لها؟ وما هي الأهداف التي تسعى لتحقيقها تلك الجهات؟ وما علاقتها بمستقبل الدولة والمخططات الدولية المطروحة على الساحة والمتعلقة بمستقبل المنطقة وأخص بالذكر هنا صفقة القرن؟.
كل هذه الأسئلة وغيرها التي يطرحها أصحاب الفكر والتحليل، تأتي ضمن سياق الوهم وضبابية الصورة التي من الممكن ان تعمينا عن قراءة المشهد بوضح، والخوف من الطرح الذي قد يغايير قراءة العامة والذي قد لا يتفق مع ما يدور في جعبتهم وخصوصا ان ادارتهم هي من اوصلتهم الى مرحلة انعدام الثقة من جهة، ومن جهة اخرى جعلتهم اكثر غضبا وانتقاما، وهذا وضع طبيعي يجنيه كل ظالم ولا يعمل بروح وطنية في مواقع صنع القرار والمسؤولية.
قد يظن البعض من القراء بأنني أدافع عن طبقة الفاسدين أو ابحث عن مخرج لهم، لا سمح الله ان اذهب باتجاه من ذقت من سياستهم المر وفقدان الحقوق لا بل التجني احيانا، وكيف يكون ذلك وانا اؤمن بان تلك الطبقات لم تأت الا برعاية خاصة من اللاعب الدولي لإضعاف الأوطان واستخدامها كادوات رخيصة في لحظة من اللحظات لتخريب الأوطان من خلال نشر غسيلهم على الملأ، وفي نفس الوقت يعلمون بأن تلك الأدوات الرخيصة، ساقطة شعبيا، وبالتالي لا يهمهم وأن ضحوا بهم على قاعدة من تستطيع صنعه تستطيع انهائه، وبالوقت المناسب بما يخدم الغرض الذي صنع من اجله.
لربط الموضوع، لا بد من طرح السؤال التالي: ما علاقة ذلك بما نفكر به؟، دعونا نفكر باحد اساليب تفكيرهم الاستخباراتية الخبيثة لقيادة المعارك الجديدة في البلدان المتخلفة، حيث انهم يسيرون على قاعدة، لا تنفذ الجريمة بنفسك بل دع الأغبياء من يقومون في ذلك.
انهم يفهمون تفكيرنا الماضي والحاضر والمستقبل على اساس معلومات دقيقة يقوم على تحليلها مختصون في دوائر صنع القرار ، حتما، بعد كل هذه القراءات والتحليلات وبعد انفضاح فلم داعش بالمنطقة والصحوة المتأخرة للشعوب العربية، بدأ التفكير بصناعة فلم جديد يداعب مشاعر وأفكار العامة والذي هو جزء مر من الحقيقة والواقع الذي نعيشه، لكن هذه المرة بصورة مختلفة حتى لا يدركها العقل البشري المعروف عنه السطحية في التفكير وإدارة المشهد بتكرار الماضي دون تحليل وتفكير إبداعي.
المقصلة معدة في ادراجهم لكل من لا يسير في ركب مخططاتهم للمنطقة من خلال نشر الفوضى بناء على أحداث ووقائع صحيحة ومنها كاذبة بما يخدم مخططاتهم الهدامة، لكن اكثر ما يميز الطريقة الجديدة هو انها قد تبدو مختلفة من حيث الشكل ولكنها متشابهة في المضمون والأهداف مع الأسلوب السابق، أي أن الأهداف واحدة والأسلوب مختلف بما يتفق مع طبيعة كل بلد.
اليوم، بات علينا أردنيا الوقوف إلى جانب وطننا بالعقل لا العواطف وخصوصا من قبل فئة الشباب والشرفاء في هذا الوطن، وبما يمكنا من من تجنب شرر النار المتطاير ودخانها .

نيسان ـ نشر في 2018-07-25 الساعة 16:11


رأي: د.. توفيق العجالين خبير التدريب والتطوير

الكلمات الأكثر بحثاً