اتصل بنا
 

مجموع الحريات في الوطن العربي لا تكفي أديبا واحدا كي يتنفس

نيسان ـ نشر في 2018-07-29 الساعة 10:46

نيسان ـ

شكرا للفيس بوك وهو الغربي المنشأ والشعبي الهدف والاكثر انتشارا واعضاء، فهو الذي يمثلنا نحن العاديين، بالعكس مثلا وبالضد من نخبوية”التويتر” الذي مازال غريبا عن قسماتنا وانفاسنا البرية المتحررة من طبقية التصنيفات التواصلية.

شكرا لهذا الفيس بوك الذي عرفنا نحن البشر، ودون منة او حكم كاذبة على كل انواع الحرية، وجعلنا نتمثلها ، ونحلق بريش رسوماتنا وصورنا القديمة والباذخة احيانا كمطابخنا وطبخاتنا ورحلاتنا البسيطة أفرادا وأحداثا، دامية كانت أم فرحة في دورة حياتنا التي نعيش كما هي، ولنكتشف زيف إرث تعبيري متخيل، ورياضات لغوية طويلة وكاذبة زمنيا منذ قرون لدينا عربا ومسلمين.
شكرا لك يا “مستر فيس بوك” لأنك ساعدتنا على توسيع رئتي ومساحات انتشار كلامنا الانساني ومعانيه الصادقة، فأصبحا ولويدة بالأفكار الملونة كفرح الاطفال والكبار معا، والعابرة لكل لغات الشعوب والجغرافيا كونيا، بعد أن كانت عاقرا في يومياتنا العربية الإسلامية المحنطة، لكثرة عناوين المنع والقمع فيها.
وبكل الحجج والاعلاميات الباهتة التي مورست ضد تمتعنا بحريتنا “ونحن الذين ولدنا احرارا” للحيلولة دون أن نتمثل معاني الحرية الحقيقية والمسؤولة فعلا ،رغم أنك تعيشها وتمارسها بكل اريحية كعضو في عالم افتراضي بحجم الأثير وعبر صفحات الفيس لحظيا وفي كل الأوقات ايضا ، لقد أسقط هذا الفيس كعالم رحب جل الممنوعات البلهاء التي ادمينا اعمارنا عربا ومسلمين فيها والانقسام حولها ،كي يبقى الحاكم علينا، ملهما وموحى له ولكي يبقى مفكرا ومقررا ومشعلا للحروب القبلية دون نقاش وباسمنا كرعايا ايضا، وكأنه مقدس ،وما علينا نحن الاتباع وليس المواطنين إلا أن نبقى نسبح في فلك كل سلطاتهم الدينية المزعومة أو تلك المحتكرة”للحقيقة” وبالنيابة عنا بالوقت ذاته.
شكرا فيس..لأنك منحتنا كل الفرص الانسانية العادلة بأن نعيش ونقطف حقا معاني وثمار المنجزات العلمية المنحازة لقيم الحياة الإنسانية، وبالضد من ظلال الموت التي نعيشها وما زال اغلبنا للان عربا ومسلمين ، شكرا لكل عناوين ونبل التواصل الانساني والاجتماعي الذي أطلقته لنا وهو العابر للجغرافيا، والأديان واللغات ، كبشر مكرمين من عند الله، محققا لنا دون وعظ او خطب ارشاد ،ذروة التفاعل الحر محتوى وسرعة، دون الإكتراث لتصنيف تاريخنا المتورم ب مسموح أو ممنوع كثنائية استنزفت حواسنا واعمارنا عبر أجيال، كي يبقى واقعنا العربي المسلم المرير على حاله كما يريد اصحاب السلطات الإعلامية في آن.
اخير، شكرا لعبقريتكما وانسانيتكما الضافية”مارك زوربيرك، وإدورد سافيرين كمؤسسين للفيس في جامعة هارفارد البريطانية منذ2004″ .
ونحن عربا ومسلمين الذين أفنينا اعمارنا نتشدق بأننا احرار المولد ، واذا ولد لنا صبي خرت له الجبال ساجدين….الخ
تبا لكل أمة لسانها أطول من اذرعها الأنجازية في الحريات قدوة ورقي للأنسانيات .

نيسان ـ نشر في 2018-07-29 الساعة 10:46


رأي: فواز نايف القعايدة

الكلمات الأكثر بحثاً