اتصل بنا
 

عهد التميمي.. وجه نضالي أنتجته رام الله

نيسان ـ نشر في 2018-07-29 الساعة 14:59

نيسان ـ

الوجه النضالي الذي أنتجته رام الله، النضال بطريقة (كابلز) لترضى مؤسسات المجتمع المدني التي تنادي بحقوق الإنسان الحدّاثي. مناضلون طريون ومناضلات طريات يعشن قصص الحب على أنغام الشيخ إمام وجوليا بطرس ومارسيل خليفة والنكهة اليسارية في إرث سيد درويش الغنائي، الكفوف الناعمة التي ترتع بأموال السلطة الفلسطينية وتحصد استثماراتها الهائلة في أوروبا .. كلهم يروجون لعهد التميمي.

طفلة بشعر ذهبي تشتم الجندي الصهيوني على المعبر، هذا شيء يحدث على مدار الساعة في كل بقعة فلسطينية لكن الكاميرا تركضُ صوب عهد التميمي فقط. في مدارس الطبقة المخملية، جامعات الطبقة المخملية، مؤسسات الطبقة المخملية، سهرات الطبقة المخملية، جلسات مناضلي أوسلو وداعميهم في الأردن وفلسطين، كلهم يستقبلون عهد ويقلبون الدنيا لترسيخ صورة النضال الحداثي الناعم في مرحلة 'الفازلين' النضالي التي نعيشها.

عند حاجز بعيد عن الكاميرا شتمت قريبة صديق لي جندي المعبر، ضربها بكعب البندقية وخلع فكها السفلي. لم يتم التصوير! الورشة التي تقام في مؤسسات الاتحاد الأوروبي العربي تبدأ بنشيد موطني ثم بفيلم قصير أعدته CNN عن عهد التميمي. مائعون جدًا. طبقة واحدة تُميع الخطاب الاجتماعي والنضالي وتريدُ أن تحول فلسطين إلى قصة تشبه الحديث عن التعايش في الشرق الأوسط، أن تلتقط صورة بابا نويل في المسجد، أن تذهبَ إلى معرض الكتاب الفلسطيني وتجد فلسطينيات صغيرات يلبسن الثوب الفلاحي، أن تشاهد تقارير تتحدث عن البرتقال والزعتر والدبكة الفلسطينية. ميوعة تامة ومشاهد رثّة.

ثمّة فرق بين الميوعة والمرونة، الانتحار والنضال، الهوية الوطنية والمسخرة. لكن لا فرق بين كل هذه الشكلانيات التي تلتقي بمعية فازلين الحدّاثة. ثمّة وجع كبير أيها الناعمون! وجعٌ يشبه صديقي الشاب الأسير باسم خندقجي الذي حكم عليه الصهاينة 400 سنة في السجن. باسم الذي قرأ أول رواية في حياته يوم كان في مدرسة الملك طلال وكانت الرواية 'نهاية رجل شجاع'. أي نهاية ستكون .. يا أرباب النعومة والكاميرا!

نيسان ـ نشر في 2018-07-29 الساعة 14:59


رأي: علي عبيدات كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً