توسل ترامب للقاء الإيرانيين ..بصمة بوتين

مرة أخرى وبدون رتوش يثبت المتمسح بالإنجيلية وبالجمهوريين ترامب، أنه عمل من أعمال قيصر روسيا الذكي فلاديمير بوتين الذي نجح في الثأر من أمريكا،لتفكيكها الإتحاد السوفييتي ،بواسطة الجاسوسين غورباتشوف ويلتسين،بتحضيره 'اللعبة'ترامب الذي جيء به كي يفكك الولايات المتحدة ،ورغم ما يقال عن الرجل ويطعن في وضعه العقلي ،إلا أنه سجل نجاحات باهرة في تحقيق ما رسمه له السيد بوتين.
بالأمس فاجأ ترامب العالم بموافقته على عقد قمة مع الرئيس الكوري الشمالي أون ،بعد سلسلة أفلام ولا في الخيال ،حيث أدمن الرئيس الكوري على إستعراض صواريخه الباليستية الحديثة وتهديده بشطب أمريكا عن الخارطة وكيله الشتائم لترامب ،ومع ذلك رضخ ترامب لطلب بوتين لقاء أون ،وتحولت كوريا الشمالية من دولة مارقة إلى دولة يسهل التعاون معها ،وتلك القمة بطبيعة الحال من تدبير الرئيس بوتين.
اليوم يتكرر نفس الفيلم مع تغيير العنوان للإثارة ،وهو أن هذا الطرمب ترامب يتوسل للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بدون شروط مسبقة ،علما أن ملف الصراع الأمريكي –الإيراني سجل درجات إلتهاب يعجز عنها أي مقياس منذ مجيئه إلى سدة الرئاسة في البيت الأبيض،وقال أن لقاءه بالإيرانيين سيكون لمصلحة أمريكا وإيران والعالم.
من جملة التصعيدات التي شهدها الملف الإيراني-الأمريكي إنسحاب ترامب من الإتفاق النووي الإيراني'5+1'،وفرضه عقوبات على إيران وتهديده بالضغط على مستوردي النفط الإيراني للتوقف عن إستيراد النفط من إيران بحلول شهر تشرين ثاني/نوفمبر المقبل ،وتهديده الرئيس الإيراني بعدم التعرض لأمريكا ،فرد عليه قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بعبارات لا تقل خطورة عما قاله الرئيس الكوري الشمالي أون ،وهي أنه قال له أنه هو خصمه ويتمنى التدخل الأمريكي في الخليج ،وانه شخصيا سيكون بإنتظاره .....وبعد ذلك سمعنا توسلات ترامب للقاء الرئيس روحاني بدون شروط مسبقة،وهنا أيضا فإن بصمة بوتين نافرة.
كلنا يعلم ان ترامب إفتعل الخلاف مع إيران بدفع من المراهقة السياسية العربية أولا وبجشعه وحبه للمال ثانيا ،ولذلك فقد حلب نحو نصف تريليون دولار حلبة واحدة من الرياض إضافة إلى النقوطات والهدايا وحفلة رقصة السيف التي كلفت واحدها 750 مليون دولار،وصدق من قال :راحت فلوسك يا صابر أو يا داشر لا فرق.
الأسئلة التي تطحن الذهن كثيرة واهمها :ماذا لو إستجاب الإيرانيون لتوسلات ترامب وكان من ضمن الوفد الإيراني الحاج سليماني؟وماذا لو خرج الطرفان بإتفاق علني ؟ماذا سيكون مصير المراهقة السياسية العربية التي تخوض حرب إبادة في اليمن ضد الحوثي بحجة أنه وكيل إيران؟
إنها فضيحة بجلاجل وسوء تقدير من قبل المراهقة السياسية العربية التي إنطبق عليها المثل'في الصيف ضيعت اللبن'و'مثل مصيّفة الغور لا صيفة صيّفت ولا سترها ظل عليها'،وها هو 'معزبهم'ترامب يبيعهم في سوق النخاسة بعد أن حلبهم حتى جفت الضروع ،وأجبرهم على كشف علاقاتهم المخفية مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الإرهابية النووية،وورطهم في حرب مع الشعب اليمني ،وورطهم في حصار قطر،وسوّد 'وجيههم 'إلى أبد الآبدين،وظنوا خائبين ان ترامب سيوفر لهم الحماية،دون علم منهم أنه باعهم قبل أن يربطهم بسلاسل النخاسة.
بصمة القيصر بوتين نافرة في تصرفات الطرمب ترامب ومنها بطبيعة الحال توسله للقاء الإيرانيين بدون شروط مسبقة.