قلوب حية بضمائر ميتة

تم تداول خبر حول 'مباشرة المؤسسة العامة للغذاء والدواء التحقيق في شكوى قدمت اليها بقيام مدير مبيعات لدى احدى شركات الخدمات الطبية بالتعامل مع اطباء للقيام بتركيب شبكات للقلب منتهية الصلاحية مع العلم بإنتهاء صلاحيتها'.

لقد اصابتني نوبة من الحيرة عندما قرأت هذا الخبر فمن هول الصدمة ما عدت ادري ما اكتب وكيف اكتب عما اختلج في نفسي من مشاعر.

أيعقل ان يصل الفساد الى قلوبنا، هل اصبحت الرحمة بقلوب اتعبها المرض معدومة في عصر المال والتجارة، لا ادري هل يسكن الضمير ليصل الى هذا المستوى من التلاعب بقلوب البشر.

هل يحتمل المريض المحتاج الى تركيب شبكة ان يتحمل عناء العملية بكل حيثياتها ليتم تركيب شبكة منتهية الصلاحية له؟ الم يفكر المسؤولون بشعور هذا المريض وأهله عندما يعرفون الحقيقة؟

لقد قتلتم قلوبا ما زالت تنبض بدم نظيف وما زالت نبضاتها تعشق الوطن وتراب الوطن وتنادي بكل نبضة بأن هناك بصيص من الامل يلوح من بعيد لحياة افضل ولمزيد من العمل والعطاء والعيش بقرب من يحب.

وصل الفساد الى العديد من الشبكات فلم يتقصر على شبكات المياه والكهرباء والنقل بل امتد ليشمل شبكة الحياة وبريق الامل لكل مصاب.

اعتقد انه لا بد من اعادة هيكلة ' شبكات' ضمائرنا الآخذة بالتلاشي والاندثار شيئا فشيئا.

اتركوا قلوبا اتعبها التمني ولا تنسوا ان هذه القلوب ارهقتها الحياة بما يكفيها من قضايا اقتصادية واجتماعية فما عادت تحتمل القضايا الطبية أيض، فعلى الرغم من تزايد الحديث عن الأخطاء الطبية والاستهتار بحياة المرضى لدى القلة، إلا انها كانت تعد 'أخطاء' كما يشيع استخدامها ولكنها لم تصل الى مرحلة كهذه.

اكاد اجزم انها هذه القلوب - حتى وان كانت الشبكات منتهية الصلاحية- هي قلوب حية، لكن الضمائر هي الميتة ولعلها تفيق يوما ما ولكن بعد فقدان الكثير من الامل.