اتصل بنا
 

عاد الملك ..والعود أحمد

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-08-02 الساعة 18:17

نيسان ـ

بعد طول تعتيم ،وعظيم تقصير من قبل الإعلام الرسمي ،وتكبير حجم الحبّة لتصبح كبّة،عاد سيد البلاد ملك الجميع جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،من رحلة إلى أمريكا طالت بعض الشيء دون تغطية وتسليط للأضواء عليها ،ظنا من البعض ان جلالته شخص عادي يمكن التعتيم عليه او طمس أخباره ،وهذه وأيم الله تستحق العقاب المغلظ،لأن العمل مع الملك يجب ان يرقى بشخوص العاملين في هذا المجال إلى مستوى تفكير الملك.

عاد جلالة سيد البلاد على الطائر الميمون،بعد أن طحننا القلق على جلالته ،خاصة وأن الأردن الرسمي ومنذ مجيء المتمسح بالإنجيلية والجمهوريين على حد سواء ترامب مدعوما من قبل تحالف صفقة القرن ،الذين يمثلون المراهقة السياسية حد السفه ،ظانين سوءا أن البترودلار وحده قادر على صنع دور لهم ،وهذا ما جعلهم كسفهاء وضع رؤوسهم برأس الأردن الرسمي والقصة معروفة .
عاد الملك بعد غياب إمتد لنيّف وأربعين يوما لم نعتد في سابق الأيام على مثل هذا الغياب ،وما زاد الطين بلّة هو دخول الموساد والإعلام في مستدمرة إسرائيل على الخط،وحذفوا علينا 'كيس النجاسة' الإعلامي إيدي كوهين المقرب من 'كيس النجاسة'النتن ياهو،الذي كان يقرفنا شبه يوميا بتغريدة سوداء مسمومة حول غياب جلالته ،وأن الأردن سيشهد تغييرا جذريا في شهر أيلول/سبتمبر المقبل.
عاد الملك بعد أن إزددنا قرفا حتى الثمالة بسبب فيديوهات العملاء الموساديين الذين يقيمون في واشنطن ،بعد أن رهنوا أنفسهم وضمائرهم إن كان عندهم ضمائر أصلا للموساد والسي آي إيه ،وكانت مهمتهم تخريب الرأي العام في الأردن ببث الشائعات المسمومة المكتوبة بالحبر الصهيوني، وإن بثت بلسان أردني مارق يطلق على نفسه لقب المعارضة ،والمعارضة الحقة منهم براء براءة الذئب من دم سيدنا يوسف.
المضحك المبكي في تسريبات هؤلاء الأنجاس أن أحدهم بث تسجيلا مصورا، أقسم فيه أغلظ الأيمان أن جلالته وجلالة الملكة وولي العهد لن يروا الأردن مرة أخرى ولن يعودوا إليه ،وأنه في حال عودتهم فإن ما يطلقون عليه تحالف المعارضة الأردنية في واشنطن سيقدم إستقالته ،لأن مصادره التي لم يذكرها لكننا نعرفها قد أكدت لهم ان جلالة الملك لن يعود إلى الأردن،وها هو جلالته يعود بيمن الله ورعايته وبمعيته جلالة الملكة وولي العهد ،ويمارس جلالته عمله كالمعتاد،وبالتالي ننتظر من الموساديين في تحالف المعارض الأردنية المركوبين في واشنطن ليس الإستقالة فقط بل الإنتحار الجماعي ،لأن ذلك أشرف لهم ،وربما يغفر الله لهم في حال غنتحارهم،لكنه قطعا لن يغفر لخائن.
كل ما جرى جاء لغياب إعلام رسمي حرفي شفاف يمتلك فرسانه القدرة على الإقناع بضرورو تبني فكرة أي فكرة تخدم البلد،وقد إكتفوا بدور المتلقي'المحقان' الذي يأخذ ولا يعطي،ولو كان لدينا فرسان إعلام رسمي ، لما وصلنا إلى مرحلة القلق تطحننا الإشاعات،وتنهكنا البلادات التي يرتكبها الإعلام الرسمي.
يقول المثل'إجا يكحلها فعمى عينها'،وهذا ينطبق على الحماقة التي إرتكبت قبيل عودة جلالة الملك على الطائر الميمون ،إذ صدم الأردنيون بصفحة كاملة في إحدى الصحف بتوقيع مقيم يعمل في بلاط آخر خارج البلاد،يرعد ويزبد ويهدد ويتوعد ،ويطلق أقذع الأوصاف على كل من يسأل أين جلالة الملك.
مخالفات عدة إرتكبت في ذلك البيان الذي صيغ على لسان حاكم عرفي ينقصه من الإدراك والمعرفة الشيء الكثير،وكان الأجدر تعريف الرأي العام العالمي بنشاطات جلالة الملك وتطمين الرأي العام أن جلالته بخير ،فنحن لم نعد نعيش في القرون الوسطى .
نعلم أن لصفقة القرن تبعاتها ،وهناك فواتير مركبة يجب ان ندفعها وقد ترتبت علينا منذ إنشاء الإمارة، وتحويلها إلى مملكة ذات دور وظيفي تعتاش على المعونات الخارجية ،ويمنع عليها إستغلال ثرواتها لتكون حرة في قراراتها ومواقفها ،وها هم الإخوة الأعداء يصطفون علانية ودون خجل مع العدو الرئيس لنا جميعا وهو مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية النووية الإرهابية ،ما ترتب على الأردن الرسمي على وجه الخصوص الكثير ليدفعه.
عاد جلالته بيمن الله ورعايته ،وآن لمن يعنيهم الأمر مراجعة تركيبة الإعلام الرسمي وإنقاذه من مهمة الإعلام الريعي، لنصل إلى إعلام صاحب قرار يتحرك على ضوء المصلحة العامة للبلد ،وليس متلقيا مكتفيا بتوقيع إسمه على المادة المراد نشرها .

نيسان ـ نشر في 2018-08-02 الساعة 18:17


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً