اتصل بنا
 

محاولة إغتيال الرئيس مادورو..العبرة والدروس

كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

نيسان ـ نشر في 2018-08-06 الساعة 15:08

نيسان ـ

ليس غريبا أن يتعرض رئيس حر يغرد خارج سرب الغربان الأمريكي المتوحش، كما هو الحال بالنسبة للرئيس الفنزويللي نيكولاس مادورو بالأمس،فهذا هو ديدن المخابرات الأمريكية 'السي آي إيه' التي تبث الرعب والإرهاب في العالم وشريكها بذلك هو جهاز الموساد الإسرائيلي،وخاصة الرؤساء والملوك الذين يرفضون التغريد ضمن سرب الغربان الأمريكي، بينما الذين يسلمون مؤخراتهم للقاتل الإقتصادي يهيء لهم أنهم ينعمون بالحكم ،وهو في حقيقة أمرهم ليسوا سوى دمى ودمى فقط بيد ضباط السي آي إيه الأمريكية.

لكن الغريب في الأمر والذي لا يصدقه عقل ،هو أن يستبسل حرس الرئيس مادورو ومخابراته في الدفاع عنه، ويضحون بأرواحهم من أجل إنقاذ حياته وعدم تمكين السي آي إيه وأذنابها المحليين والإقليميين، من هدم النظام الحر الذي بناه الراحل هوغو تشافيز في فنزويلا،وما تزال واشنطن رائدة القمع والإرهاب العالمي تكن له العداء ،وخاصة في عهد المتمسح بالإنجيلية والجمهوريين الطرمب ترامب.

إن دل هذا على شيء فإن ما يدل عليه ،هو فشل السي آي رغم كافة أساليبها الترهبية والترغيبية لتحقيق أهدافها والهيمنة على ثروات الدول الفقيرة، ونهب حتى أموال الدول الغنية كما هو حاصل مع اليابان وكوريا الجنوبية ودول الخليج العربية ،وسلاح السي آي إيه الخطير هو 'القاتل الإقتصادي' الذي يزرع بذور الفساد في الدول لتخريبها.

ما حدث بالأمس من فشل ذريع للمخابرات الأمريكية وأذنابها المحليين والإقليميين ،فيه الكثير من الدروس والعبر لنا في الوطن العربي على وجه الخصوص،لأننا مسكونون برعب كبير من السي آي إيه وفارسها المغوار القاتل الإقتصادي، الذي يخلق الفاسدين ويرعاهم ويهيء لهم طرق الفساد ،ومن ثم يبدأ بإبتزازهم إلى درجة انه يسلبهم إرادتهم وينصبهم 'نواطير ذره' في مملكاتهم وجمهورياتهم لا حول لهم ولا قوة ،ويشاركه في ذلك الموساد الإسرائيلي الذي يهيمن هو الآخر على السي آي إيه ويعتبرها مطية له ،كما هو الحال بالنسبة لأمريكا بعظمتها التي تعد هي الأخرى مطية لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإهابية النووية ،وأهم طريقة لها للنفوذ في أمريكا بعد لوبيات القهر اليهودي، هو التحالف مع افنجيلية'المسيحية الصهيونية'التي ترى في ضرورة أن تكون إسرائيل قوية وغنية لإستقبال المسيح المنتظر ،وهم يرون أنه سيحوّل اليهود إلى المسيحية ،بينما اليهود يرون أنه سيعيد المسيحيين إلى اليهودية ،وهكذا نرى أن الطرفين يلعبان على بعض ونحن الخاسرون.

ما يجري في أمريكا الجنوبية وتحديدا بالنسبة لجمهورية كوبا وجمهورية فنزويلا الإشتراكيتين ،يحتم علينا الإنتباه لواقعنا فنحن أصبحنا رهينة للسي آي إيه والموساد الإسرائيلي على حد سواء،وأخص ما يجري في الأردن حاليا ،حيث يتعرض سيد البلاد لمؤامرة دنيئة، أنذالها تحالف صفقة القرن وهم السي آي إيه والموساد والإمارات والسعودية ،بمعنى أننا نحن العرب تربة خصبة لنمو طفيليات السي آي إيه والموساد ،وبالتالي نكون قد دمرنا انفسنا بانفسنا ،ونرى المتسلقين على سلالم الوطان المغدورة يزحفون على بطونهم عراة لنيل رضا السي آي إيه والموسد ،كي يتم تنصيبهم مسؤولين مسلوبي الإرادة في بلدانهم ،يكونون خدما لأمريكا ومستدمرة إسرائيل.

أمريكا وإسرائيل ليستا قدرا محتوما علينا ،وبوسعنا مقاومتهما بالتحالف مع الشرق لا أن نسلّم مقدرات بلادنا لهما ،بحجة انهما قويتان وتحمياننا ،مع أن الحقيقة هي أن امريكا ومستدمرة إسرائيل ،لا يحميان أحدا من حلفائهما في حال تململ في أحضانهما ،ولنا في مجريات الأمور في المنطقة الأدلة الساطعة ، بدءا من شاه إيران المقبور وإنتهاء بإبن علي المطرود مرورا بحسني مبارك المخلوع والحبل على الجرار.

نيسان ـ نشر في 2018-08-06 الساعة 15:08


رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية

الكلمات الأكثر بحثاً