اتصل بنا
 

حركة فتح وعباس وفريق (مقاومي المقاومة) .. كأن القوم لا يموتون .. تخليد وليس توريثا

نيسان ـ نشر في 2015-07-04 الساعة 23:52

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

لا يوجد في منظمة التحرير الفلسطينية - التي هي في حقيقة الأمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - شيء اسمه توريث بالمعنى المعروف عربيا، لكن ما تعاني منها هذه المنظمة الميتة سريريا - ووحدها إسرائيل من ترفض إعلان وفاتها - هو مرض "التخليد".

الأب والزعيم والمسؤول لا يستقيل حتى وإن ادخل أقرباءه وأبناءه وأحفاده على خط (مقاومة المقاومة). سيبقى الرجل ممسكا بكراسيه متعددة الألوان، فإن ملّه الناس نُقل حتى لو كان النقل الى اتحاد الكرة. أليس هذا ما جرى لجبريل الرجوب.

لا أحد فوق فريق أوسلو السابقين الأولين أولئك المقربين.

السبت كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات - المقرب جدا من عباس - بمهام القائم بأعمال أمين سر اللجنة خلفاً لياسر عبد ربه.

جاء قرار إقالة عبدربه أحد الشخصيات الفلسطينية - الذي يمتلك أكبر سيرة ذاتية من العلاقة مع الإسرائيليين - على وقع الخلاف الدائر بين عباس والقيادي المقال من حركة فتح محمد دحلان، كون عبد ربة يعتبر أحد "زُلم" دحلان.

التخليد وليس التوريث سياسة اتبعها الراحل ياسر عرفات الذي قاد منظمة التحرير الفلسطينية بمركزية الديكتاتور فلم يترك منصبا ماليا ولا سياسيا ولا اجتماعيا ولا رياضيا إلا ووضعه في حجره، ومنع عنه الآخرين، الى أن اضطر لتنصيب محمود عباس رئيسا للوزراء في سياق الإعداد الإسرائيلي الأمريكي لخليفة عرفات.

لعرفات سيرة ذاتية أنهكت القضية الفلسطينية، رغم ما يقوله آخرون بأنها منحتها – أي القضية – الاستمرارية والحفاظ على الهوية الفلسطينية. هذا ليس صحيحا. لكن الرجل سيبقى مثل الرئيس المصري جمال عبدالناصر خلافيا الى أن يرث الله سبحانه الأرض وما عليها.

أعلم أن هذا القول سيزعج البعض، ممن ارتضوا على أنفسهم اعتناق مبدأ (عنزة ولو طارت)، غير آبهين بنتائج سيرة الرجال، وان عظمتهم تقاس بنتائج أفعالهم.

على العموم. من بين ما أسسه عرفات للمؤسسات الفلسطينية هي سياسة "التخليد"، على اعتبار أن القادة لا يموتون.

خذ مثلا محمود عباس الذي يعرفه الفلسطينيون منذ تلفزيون الأبيض والأسود، وسليم الزعنون، بل ودحلان، وعريقات وإن كانا بدآ "مشوار الخلود" متأخرين قليلا، وغيرهم وغيرهم.

هي سياسة تدك في شرايين القضية الفلسطينية حتى هشّمتها. وهي ذات السياسة التي ترفض فيها قيادات فتح إدراج حركة حماس في منظمة التحرير الفلسطينية.

الشعب الفلسطيني في الضفة مطالب بحسم الأمر. والوقوف في وجه فريق مقاومي المقاومة أولى من الوقوف في وجه إسرائيل. والشاهد ما جرى خلال الأيام الماضية.

نيسان ـ نشر في 2015-07-04 الساعة 23:52

الكلمات الأكثر بحثاً