اتصل بنا
 

عن أي شيء يقلع العرب؟

كاتب مصري

نيسان ـ نشر في 2015-07-05

نيسان ـ

بعد هزيمة 1967 سئل "موشى ديان" كيف تحارب العرب مرة أخرى بالخطة نفسها التي استخدمتموها في 1956. فأجاب: لأن العرب لا يقرأون!
ومن عبارات "ونستون تشرشل" الذائعة: "المدخن الشره الذي يقرأ الكثير عن أخطار التدخين، لابد أن يقلع يوما عن القراءة"! ولا أدري كيف نقرأ ـ نحن العرب ـ هذه العبارة: هل بالإقلاع عن الهزيمة أم بالإقلاع عن القراءة، التي لا نعاني أي شره فيها؟
تقول الإحصاءات: إن نسبة الكتب المترجمة من لغات العالم إلى العبرية سنويا تصل إلى 100 كتاب لكل مليون من الصهاينة الذين يحتلون فلسطين، بينما لا تتعدى نسبة الكتب المترجمة عندنا 3 كتب لكل مليون عربي، أي أن حصة الصهيوني من الكتب المترجمة تساوي 35 ضعفا من حصة العربي. ويؤلف الصهاينة داخل كيانهم العنصري كتابا لكل ألف شخص، بينما العرب يؤلفون كتابا لكل 50 ألف نسمة، ما يعني تفوق الكيان الصهيوني بنسبة خمسين إلى واحد!
القراءة إذا هي ركيزة النصر بقدر ما هي ركيزة التقدم، وعندما اعتدت الولايات المتحدة على فيتنام، اعتمد الفيتناميون على كتاب "فن الحرب" للقائد الصيني "سون تزو" في وضع خططهم وإدارة معاركهم، التي انتهت بهزيمة تاريخية للجيش الأمريكي. وهو درس يبدو أن واشنطن عرفت، وهي تتجرعه، كيف تستفيد منه أيضا، لهذا فإنه وفي أثناء غزو العراق في العام 2003 كان كل جندي أمريكي يحمل نسخة من هذا الكتاب الصيني القديم.
ويطلق على "فن الحرب" أيضا اسم "الكتاب المقدس للصراعات" أيا كان مجال هذه الصراعات: في ميادين القتال، أو في دوائر السياسة، أو أسواق الاقتصاد. في الحياة العامة، أو حتى في الحياة الخاصة. ولهذا لا تدهشنا معرفة أن النساء في قصور ممالك الصين القديمة كن على معرفة بما يتضمنه "فن الحرب" من نصائح، وأن مديري التخطيط في الشركات الصينية يعتبرونه مرجعا أساسيا، اعتمدوا عليه وهم يخططون لغزو الأسواق في نهضتهم الاقتصادية.
ونعود إلى "ونستون تشرشل" رئيس الوزراء الذي قاد بلاده للانتصار على "هتلر" والذي اختير في العام 2002 "أعظم بريطاني على مر العصور" لأذكرك بأنه كان قارئا نهما، وكاتبا غزير الإنتاج ـ بحساب مقالاته وخطبه إلى جانب كتبه، ووضع مشاغله السياسية، وولعه بالرسم في الاعتبار ـ وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب للعام 1953، وقالت لجنة الجائزة إنه استحقها "لإتقانه الوصف التاريخي والسير، فضلا عن أسلوب خطابته المذهل في الدفاع عن القيم الإنسانية السامية".

المصدر: بوابة الشرق

نيسان ـ نشر في 2015-07-05

الكلمات الأكثر بحثاً