اتصل بنا
 

غزوة آل البيت ماذا بقي،،،

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-09-04 الساعة 08:39

نيسان ـ الجامعة عقل الدولة ومصنع فكرها وأداة تنوير أفرادها وتطويرهم ليكونوا قادة وروادا، بصرف النظر عن الموقع الجغرافي وعن الطبيعة الديموغرافية للمجتمع المحيط بها التي بنبغي أن تُحّدث التغيير فيه، هذه الرؤية لم تعد موجودة ولا حتى مؤثرة، فما حدث في جامعة آل البيت يوم أمس أمر يندى له الجبين فقد أُسقطت قدسية العلم والثقافة وانزلقت هيبة الشهادة مهما علا مستواها وارتفع مسماها وأصبحنا أمام مبانٍ تُقسّم وفقاً لاهواء الأشخاص وميولهم ايّاً كانت مؤهلاتهم بحجة أنهم من أبناء المنطقة وهنا ظهر الخلل الذي سبق وأن تكرر فعله في أربع جامعات حكومية دون أن يتم تحريك ساكن بل تُرك الرؤوساء وحدهم في ظل تسويات هشة مع وجهاء ونواب تلك المناطق دون أن يتم البحث في الأسباب الحقيقية لما حدث ووضع العلاج اللازم لمنع تكرار مثل هذه البلطجات التي ينفذها بعض الباحثون عن مواقع إدارية في تلك الجامعات وكأننا أصبحنا في جامعات يقتصر حق العمل والتدريس فيها على أبناء هذه المنطقة أو تلك، لا أحد يُنكر حق أبناء أي منطقة في العمل وتسلم مواقع إدارية في الجامعة التي تقع ضمن مناطقهم لكن دون أن تكون الجغرافية أو الديموغرافية هي الأساس، ودون أن تكون حكرا على أحد، فالجامعة وُجدت لتقود المجتمع لا أن يقودها المجتمع ويُصبح صاحب التأثير في قراراتها و فعالياتها، لقد طغى دور المجتمع المحلي في مناطق( الأطراف) مع التحفظ الشديد على هذه التسمية على دور الجامعات فقد تكررت مشاهد الإساءة والاعتداء على رئيس الجامعة ومنعه من دخولها في جامعة الحسين بن طلال قبل سنوات وفي جامعة الطفيلة التقنية وفي مؤتة والبلقاء التطبيقية دون أن نسمع عن عقوبة واحدة تم إصدارها بحق من افتعل هذه الأفعال وكأن الأمر فقاعة هواء تلاشت بعد ظهورها، الأمر لا يقتصر على إخراج رئيس بطريقة تفتقر إلى الأدب والخلق ولكنها صورة الأكاديمي وعضو هيئة التدريس الذي يقف أمام جمهور من الطلبة قد يمنعونه من إعطاء محاضرة إذا لم يسير وفق اهوائهم ورغباتهم، وهي أيضا الثقافة والخلق الذي يجب أن يقترن بالمؤهل العلمي فيزيده هيبة ورجالا، ماحدث في جامعة آل البيت جاء بعد يوم من احداث وقعت في مدرسة الفيصلية في محافظة مادبا لتؤشر على مواطن الخلل وتكشف ضعف التربية وانعدام الخلق وهشاشة الجاهزية التربوية التي تستند إلى اللوازم التقليدية بعيدا عن التنشئة السليمة، فنحن أمام مشكلة حقيقية لجيل لا يجيد أسلوب الحوار وهو يرى قادة الرأي والأساتذة وأصحاب الشهادات العليا يتصرفون بهذه العقلية والطريقة الهمجية، على الحكومة أن تضع حدا لهكذا ممارسات مشينة بحق هذه المؤسسات الأكاديمية وأن تعيد لها الالق والهيبة وشيئا من قدسيتها فالموضوع أكبر من أن يُطوى بفنجان قهوة فحتى القهوة فقدت هيبتها.

نيسان ـ نشر في 2018-09-04 الساعة 08:39


رأي: د. عبد الهادي أبوقاعود أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً