اتصل بنا
 

فليرحمنا الله مما هو آت

أكاديمي اردني

نيسان ـ نشر في 2015-07-06 الساعة 05:51

نيسان ـ

تغرق سوريا بدماء أطفالها وشيوخها ونسائها حتى غدت بحراً أحمر تتقاذف أمواجه جثثهم وآمالهم وحضارتهم لتلقي بها في ضمير الإنسانية الرخيصة والمادية الطاغية، وتمتلئ الأرض وحتى السماء السابعة بصراخ وعويل الأيامى المغتصبات والثكالى والأرامل وكأنها باتت لعنة تطاردنا صباح مساء.

وتغرق ليبيا المكلومة واليمن السعيد والعراق المجيد والأقصى الأسير بظلام العمالة والخيانة، وقد أصبح العرب كالكرام على موائد اللئامز

وها مصر تعود إلى عصر الفراعنة، يقتّل أبنائها بأيدي حكّامها وتُساق إلى مذابح التاريخ الأسود، حتى أصبحت كعجوز عمياء بائسة لا تقوى على الحراك.

أما لحوم المسلمين في بورما فصارت تقدم على لوائح أطعمة البوذيين. في حين ينشغل الغرب بتقاسم حصص استعماره الجديد، وكأنه يتقاسمها مائدة خراف يأكلون ما شاؤوا ويختارون ما لذّ وطاب منّا.

مع كل هذه الدماء وهذا الصراخ والعمالة نرانا وقد أصابتنا عدوى البلادة واللا مبالاة أسقطنا معها من قواميس كل اللغات معاني العطف والإنسانية والرحمة وبتنا نتباهى بما لذّ وطاب من أطباق شهية وولائم يُلقى أكثر من نصفها في الحاويات.

حاوياتنا تأن من التخمة والعرب يموتون من الجوع في كثير من الأقطار. كما نتابع بكل سرور مئات المسلسلات والبرامج الهابطة التي لا هدف لها إلّا لإلهائنا وتغيير بوصلتنا عن الاتجاه المطلوب؟

أخرسنا صوت العقل فسلط الله علينا سفهائنا وجهلتنا ليتصدروا الموقف. حتى الشواذ أصبح لهم الصولة والجولة ليكونوا قدوة لأطفالنا بعد أن شوّهوا فطرتهم التي خُلقوا عليها.

فليرحمنا الله مما هو آت.

نيسان ـ نشر في 2015-07-06 الساعة 05:51

الكلمات الأكثر بحثاً