اتصل بنا
 

هيبة التعليم وهيبة الدولة.. كلنا مسؤولون

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-09-05 الساعة 18:56

نيسان ـ اعتدنا أن نُغرق وسائل الإعلام على تعددها مع كل حدث يقع سواء أكان طبيعيا من أمطار وثلوج أو أمنيا مثل حادثة السلط وقبلها الكرك وقبلها اربد، أو في حالات الإعتداء التي وقعت سابقا على رؤوساء جامعات حكومية ومعلمين ورجال أمن واطباء.
ما أن وقعت هذه الحوادث حتى هبّ الجميع من مسؤولين رسميين وممثلي قطاعات مختلفة إلى شجب هذه الممارسات والدعوة إلى وضع إستراتيجيات وعقد ندوات والضرب بيد من حديد وسرعان ما يختفي ذلك كله بعد أيام من وقوع تلك الحوادث وكأن شيئاً لم يكن، دون أن نفكر ملياً بحل جذري لهذه الحوادث التي نسينا او تناسينا أن منظومة القيم الأخلاقية تراجعت وانقلبت المفاهيم وأن التربية غابت وحضر التعليم.
وها نحن اليوم نقطف ثمار ذلك فقد أصبحنا نرى الأهالي قبل أبنائهم يحتجون على ضبط إمتحان الثانوية العامة قبل سنوات وكان جل اهتمامهم أن ينجح أبناؤهم حتى لو كانت الطريقة غير شريفة وغير صحيحة ولا تتوقف فالمهم الحصول على الشهادة حتى لو كان الطالب لا يستحق العلامة لو سرق جهد وحق غيره من الطلبة المجدّين المهم الوصول إلى الشهادة بأي طريقة وثمن.
ويستمر المسلسل بالذهاب إلى الجامعة لتبدأ مرحلة أخرى من مراحل الواسطة التي زرعها الأهالي واذكوها في نفوس وعقول أبنائهم بأن يسجلوا موادهم الدراسية وفقاً للمعارف والمحاسيب وأنا على يقين تام أننا لو قمنا بوضع استبانة لأعضاء هيئة التدريس في مختلف الجامعات لوجدنا أنهم يعانون أشد المعاناة في نهاية الفصول الدراسية لكثرة من يتوسط لديهم من الأهالي قبل الطلبة، فبأي حجة نواجه أبنائنا ونحن نقترف الأخطاء على مرأى ومسمع منهم ونشرّعن لهم المحظورات وفي النهاية سيتخرجون وسيطالبون بالتعيين وتسلم مواقع إدارية في مؤسساتهم وسيساهمون في تردي حال هذه المؤسسات وستتعامل معهم الحكومة بطريقة الفزعة المعهودة.
في مثل هذه الظروف ثم تُطوى هذه الصفحة إلى أن يقع حادث آخر ونبدأ بالتباكي على حال مؤسساتنا التعليمية التي أصبحت في وضع لا تُحسد عليه وعلى الحكومة أن تضع العلاج الآني الصارم والعلاج المتاني الدقيق لاجتثاث هذه الإساءات والقضاء على حواضنها، دور التعليم من مدارس وجامعات هي أطهر البقاع بعد المساجد وهي منبع الفكر والحضارة وبوجودها تُبنى الأوطان وتزدهر فيجب إعادة الهيبة لها وللعاملين فيها وإلا فالقادم أعظم.

نيسان ـ نشر في 2018-09-05 الساعة 18:56


رأي: د. عبد الهادي أبوقاعود أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً