#نهض_بذاته_من_جديد !! قصة لمروه طافش
نيسان ـ نشر في 2015-07-06 الساعة 22:43
اجتاحه حزن عميق ، دّوت به عاصفة اليأس، صُكت بوجهه جميع اﻷبواب، فنهشَ الحزنُ بمخالبِه تفاصيلَ السعادة من رونق أيامه، وخطفَ اليأسُ منه أجمل أغنيات الفرح ..
كلما أراد الخروج من غيابات الجب تعثر بتسولاتِ نفسه الغبية وعاد لكهوف الضياع مرة أخرى .. تعِبَ ، فسقطَ أرضاً ك/طائرٍ جريح من كبد السماء مكسور الأجنحة يحاولُ الطيران لكن سيدَ محاولاته الفشل ... راحَ في سباتٍ عميق واستسلمَ لسيدهِ وسلّمَ أمره للضعف والخمول ..
وفجأةً .. بعد نومه الطويل!! استيقظَ على تمتمات ذاته ،« أن كن أقوى مما انت عليه اﻵن » .. همست له نفسه همسا خفيا ، «آن الآن لتكون قم وكن» .. استنشقَ من الهواء ما يمﻷ رِئَتيهِ حيوية ثم انتشلَ نفسه من قعر الأرض وحررها من قيود الفشل ، ونهضَ بذاته من جديد .. نفضَ بغبارِ الكسل ِعن جسدهِ وشَّمر عن ساعديهِ ثوبَ الخمول ، قدّ ذاكرته المحشوة بتفاصيلٍ مشوؤمة وألقى بها في دهاليز النسيان واستعادَ عافية أمله التي أصابها مرض التشاؤم وبدأ الحياة كأنها أول مرة ..
استقبلَ سجادتهُ وحنى رأسه في كنفِ الرحمن وحدّث ربه طويلًا وهو يفيضُ دمعاً ، استودعه أحلامه بدعواتٍ مكثقة وأعادَ ترتيبَ أمنياته بعزمٍ من حديد ، استمدَ قدراً من نورِ الله الذي لا يخبو واستوسدَ طمأنَيّنَة تقرُ بها عينه .. رفعَ يديه المملوؤتين بزادِ الأمل والتفاؤل للسماء ..فأغاثَتهُ غيث من فرح ..
استقبلَ حبات المطر الندية وهو يزيحُ بقايا دموعهِ الراحلة .. خلقَ لنفسهِ تاريخَ سعادةٍ جديد .. هي نَفسهُ أمانةٌ من الله فلماذا يَبخسُها ؟ !!