شكرا لكم

نيسان ـ

احتدم النقاش - ذات يومٍ- حول الأوضاع في الشارع المصري خاصة والعربي إجمالا - على إحدى صفحات "الفيس بوك" الأكثر متابعة -بين شخصين أحدهُما مأجور من الفلول والآخر مفتون بفكر الإخوان المسلمين - وهناك فرق ما بين مأجور و مفتون - فأخطأ أحدهما في واحد من تعليقاته في كتابة اسم "النملة"فكتبها بالهاء وليس بالتاء المربوطة ( النمله)....

فانتقده الآخر فورا ..ليشتعل النقاش الذي دخل فيه العديد من المُجادلين حول "النملة" تلك وكيف تُكتب ..!!!

اتّخذ الأخر من خطأ محاوره في كتابة اسم "النملة" دليلا قاطعا على بطلان رأيه في موضوع الحوار الأصلي !!!! وضاع المنطق ما بين التاء المربوطة والهاء ... وخُذل الحقّ بين الحرفين للحظات .. وضحك الباطل بين النقطتين المنسيّتين- كعادته - ثملا سعيدا بسفهاء القوم وأدعياء الفكر..!!!

*وأقول شكرا ...

شكرا للباحثين لي عن هفوات صغيرات في النحو أو كبيرات في الإملاء بمعزل عن انحيازي الواضح الثابت لأوجاعهم وقضاياهم وبردهم وإعيائهم ..

*شكرا للذين ارتضوا أن يظلّوا في الظلّ ..لا هم من قبيلتي ولا هم من قومي لكنّهم ينتمون للسماء فكرا ونقاء وهمّة وعطاء ..

شكرا لكلّ من صادقت أو توهّمت بأنني صادقت ...ولكلّ من معه تخاصمت وتنافرت ولكل من منه اعتذرتُ أو ارتضيت ..

*شكرا لكلّ من أبكيتهم وأبكوني وشكري الأكبر لمن لم يأكلوا لحمي – يوما - ولم خدعوني ..

شكرا لكلّ من ضحكوا معي على سخفاء يضحكون من كل نصر – واضح -يُسجّل لي ..مقابل هزائمهم وارتباكاتهم وضحالتهم وهمجية واضحة متأصّلة فيهم ...

شكرا لكلّ الذين يمنحون ثقتهم لمن لا يعرفون لمن قد لا تلتقيهم لمن لا تملك من أجلهم إلا ثباتا في الموقف وصدقا في الإشارة الى مصدر الحق وموطن الخلل ...

*شكرا للذين لا يبخسون الناس أشياءهم ويزِنون بالقسطاس المُستقيم ولا يكيلون بمكيالين ولا يخلطون الأوراق ولا يتصيّدون بالماء العكر ولا يُسيؤون للنساء ولا يقذفون المحصنات..

شكرا لكلّ من يحب إطالتي في الحديث ولمن لا يحبّ إلا الوجبات السريعة التي لن أتقن تحضيرها يوما أو تقديمها على مائدتي ...

*شكرا لكلّ المخلصين الطيبين الأنقياء الأتقياء الذين أُحبّهم ممن أنتمي إليهم

ويُشبهونني...

شكرا لكم ...