اتصل بنا
 

لينا ومي.. حكاية مدينتين

نيسان ـ نشر في 2018-09-28 الساعة 13:07

x
نيسان ـ تامر خرمه_ الرفيقة والزميلة.. الصديقة الغالية لينا صالح.. رحلت عنا فجأة دون حتى أن تقول وداعا، بسبب معاناتها من المرض الخبيث، الذي رفض جلاوزة الظلام منح المصابين به حق الإعفاء الطبي،
مقابل مطامعم التي ترجمتها حكومة الرزاز "التنويرية" في تفاصيل قانون الضريبية الجديد، والذي سيوافق عليه حتما المجلس النيابي المستباح لأهواء ونزوات المركز الأمني السياسي، المرتهن بدوره لأجندة صندوق النقد الدولي..
لينا، التي يعرفها كل شرفاء البلد، المدافعين عن حقوق أغلبيته المضطهدة، ليس ابتداء من القائد العمالي محمد السنيد، أو الزميل اللاجئ علاء الفزاع، ولا انتهاء بالقائد الوطني، الشهيد ناهض حتر.
في إحدى مسيرات "أسرة" الصحافة، والتي انتهت عند دوار دابوق، لمحت الرفيقة الراحلة لينا.. كانت بصحبة زينة، إحدى أنقى الحراكيات وأقربهن على روح الراحلة.. لم أفهم تلك النظرة، التي قضت مضجعي..
بعد العودة إلى منزل أحد الأصدقاء (حيث لم يكن لدي وقتها مسكني الخاص) قفزت فكرة مرعبة إلى مخيلتي، إذ حللت نظرة عتب لينا انطلاقا من اختلافنا السياسي على الأزمة السورية..
كانت قبل ذلك تعمل في صحيفة الحياة.. واستقالت احتراما وإيمانا بمبادئها.. تواصلت معها للوقوف على آخر التطورات، وتبادل الآراء حول مستقبل الوطن..
الزميلة الجميلة قدمت لي علبة من الحلوى قبل أن نخوض أي نقاش.. كانت رسالة واضحة منها تفيد بأن خلافاتنا على التفاصيل السياسية لا تعني على الإطلاق أننا لا ننطلق من ذات الخندق: الدفاع عن الحرية، والعدالة، والإنسان..
بعد سنوات التقيت بالراحلة مي سكاف.. تحدثنا عن الثورة السورية في كثير من المحافل،، وكانت لينا تراسلني وأراسلها.. لنتفق حينا، ونختلف، بل ونتشاجر أحيانا..
ومضى الربيع الذي بات خريفا.. استشهد ناهض،، ثم رحلت مي،، وبعد ذلك راحت لينا!!
لينا كان موقفها متوازنا،، قريبا إلى حد بعيد من مواقف الزميل الفزاع الواعية.. كنت أتمنى لو بقيت بيننا، ولو أنني تمكنت من جمعها بالرفيقة مي.. لأنني واثق لو أنه تسنى ذلك، لتمكنت الرفيقتان من صياغة مداخل للبديل.. التعبير لأحمد قطامش.. والقصة لا تنتهي..

نيسان ـ نشر في 2018-09-28 الساعة 13:07

الكلمات الأكثر بحثاً