اتصل بنا
 

الانتخابات والفاردة .. من تجربتي في انتخابات مجلس اتحاد الطلبة

صحفية وكاتبة عربية

نيسان ـ نشر في 2018-10-01 الساعة 08:38

نيسان ـ سنوات الجامعة الأولى، حيثُ الانطلاقة الأولى للفرد ونقطة التحول والخروج من البوتقة الضيقة، ست سنوات قضيتها في جامعة اليرموك لا يمكن أن ينتزعها الوقت من حواسي، ذات يوم في سنتي الأولى كان لي شرف أن أحتفظ جانبًا بصندوق الغنج الذي أهدتني إياه عائلتي كوني صغيرتهم المدللة التي فقدت والدها وهي طفلة وأن أعمل باكرًا قبل التخرج وقبل الدخول حتى في سنتي الثانية, كنت أوشوش أذني قائلة: " ما بدي هالدلال يعمل مني تافهه" في سنتي الثانية حاولت أن أشكل مشاريع طلابية تعزز ثقافة حواسنا فَلُقِنْتُ دروسًا لا تُنسى إنها الخيبة.
وفي سنتي الثالثة التحقت بأكاديمية المركز الوطني للموسيقى كي أتعلم العزف على القيثارة _لم أتقن العزف لأن مجتمع الإشاعة أغرقني بــ اسمها كرستينا جايه ع الجامعة تبادل ثقافي من اوروبا- هبة او كرستينا لا يشكل فرقًا المهم هو أن كل حالة فريدة وطاقة ايجابية في مجتمعنا تمنع من الصرف وبنفس الوقت تعرب كشبه جملة ظرفية مكانها "بلاد برا".
خضت تجربة انتخابات مجلس اتحاد الطلبة، فكانت قوائم الطلبة الناخبين بين يدي وأسأل هل من قومي شيوعي يساري ديمقراطي بعثي علماني...؟ كنت أحاول أن أجد خارطة طريق للنجاح عبر فهم أجندات الطلاب الناخبين, كان الجميع محايداً باستثنائنا نحن المرشحون كنا بين مستقل واخوان مسلمين.
اقترح علي عميد اللجنة المؤازرة لي -كونه فاز برئاسة الاتحاد اكثر من مرة بجدارة- أن أتبع نظام "الفاردة"! لجنة مؤازرة من أجمل الفتيات والشبان هدايا للطلبة من أزهار أقلام محافظ وصلت الى بطاقات شحن فئة الــ 5 دنانير ""فاست لنك آنذاك"! أما المقر الإنتخابي فكان مقهى اسمه " ليبانيز"، أجل من إربد هنا ليبانيز حيث الأراكيل والمشروبات توزع بالمجان على المؤازرين، ووصلت مزامير فاردتنا الى مسامع الأقارب في الجامعات الأخرى وجاءوا يعلنون المؤازرة والتزمير وكأنهم في معركة داحس والغبراء! لا يهم فقد طمأنني مستشار فاردتنا أقصد لجنتنا المالية بأن ما هذا كله إلا احتفال مسبق لنصر مؤزر، زاد على توكيده أحد المؤازرين حينما كتب على احدى لافتات الدعاية الإنتخابية " ملعون جنس النسا وليتبع بأمره لا تصوت للأسمر صوت للشقره"!
هنا يجدر الحديث عن الدور الإنثوي في الحرب الإنتخابية، فكيف لذاك الشاب الوسيم - فارس كرم كما أسمَينَهْ- أن يتعاطف مع تلك "الشقره" نحن الأجدر بذلك وإن ربحت سنصنف على أننا أقل شأنًا منها، إنها خيانة أيها الوسيم تستدعي إطلاق صفة العداء المطلق لجنس النساء وأولهن "شقراءك".
فعميت من تتبنّى المقولة عن عداء الرجال بعضهم للبعض الآخر في وضعية شبيهة، جاعلة العدائية لامرأة ما دليلًا على فرضية "عداء المرأة للمرأة"، وسِمة نسائية صرفة، وانتخبن الأسمر وفاز بمقعد الإتحاد وحصدت أنا 44 صوتًا وأطلق علي حينها لقب " إم أربعة وأربعين" ولمدة اسبوع كامل, في حين أن مرشح قائمة الإخوان المسلمين قد حصد صوته وصداه.
الفاردة يا عزيزي القارئ عادة أردنية تستخدم لإخراج العروس من منزلها، هي موكب يتجاوز بكثير موكب ترامب وحاشيته حين يذهبوا لمقابلة بوتين لإيجاد حل للملف السوري! سيارات فارهه، إغلاقات، زوامير، ولائم، جاهات، كيكي من فتحتات السيارات واحيانا ً قمصان ومسابح " تتلولح".
وعلى سبيل الممازحة، في الانتخابات النيابية وبهذا العرس الديمقراطي يصل النائب الى بيته تحت قبة البرلمان آمنًا بعد أن أوصلته الفاردة اليه، ويبقى الشعب منتظرًا حتى يطل عليه ويخبرهم إن كان أرنبًا أم أسد وقد يستغرق هذا الانتظار أربعة أعوام.

نيسان ـ نشر في 2018-10-01 الساعة 08:38


رأي: كرستينا مراد صحفية وكاتبة عربية

الكلمات الأكثر بحثاً