اتصل بنا
 

هيبة الحكومة..كيف الطريق إلى وصالِكِ دلني؟

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2018-10-04 الساعة 11:48

هيبة الحكومة.. كيف الطريق إلى وصالك

الصورة بريشة الفنان ناصر الجعفري

نيسان ـ إبراهيم قبيلات...يجري التعامل مع هيبة الدولة وكأنها قطعة أرض "مشاع" سطا عليها قطاع الطرق بليلة ظلماء في إحدى المناطق الساخنة..هذا ما تشعر به وانت تقرأ تصريحات الرسمي الأردني عن فلسفتهم في استرداد هيبة الدولة.
هيبة الدولة لا تسترد بالقايش ولا بالشائعات، ولا بانتشار الأمن في الشوارع والحارات والأحياء السكنية..هيبة الدولة مرتبطة ارتباطا وثيقا بتطبيق وتعزيز سيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية وفق أسس ومعايير يجري التوافق عليها، أما حصرها بصورة الاجهزة الامنية ومؤسسات الدولة التنفيذية على تنوعها فقط، فهو التسطيح الذي أودى بنا اليوم إلى ما نحن به.
هي جريرة سلطات تنفيذية ضعيفة ومشلولة، تعتقد انها ستصلح مشاكل المملكة عبر تغريدات "تويترية" ترد بها على ناشطين من جنوب الأردن إلى شماله، فيما يتم "التحسيس" على القضايا الوطنية الملحة من بعيد، بحيث تبقى عرضة للانفجار في أي لحظة.
حين عسف وزراء بالسلطة، ورشوا نواباً بعطايا كثيرة، وهربوا إلى سياسة "تسمين" بعض من موظفي وزاراتهم، وراحوا يغدقون عليهم على أمل أن يتصدوا لحل مشكلات الناس بالتسويف والضحك على الدقون؛ فقدت وزاراتهم ومؤسساتهم هيبتها، وصار كرسي الوزير منزوع الهيبة والاحترام ليس في عيون الناس فقط، بل حتى في عيون جل موظفي وزارته.
الخطوة الاولى لاسترداد هيبة- فرطت حبات مسبحتها بالشللية والمحسوبية وتكديس أميين في مواقع قيادية- مرتبطة بوطنية المسؤول ونزاهته وتحقيقه مبدأ العدالة بين الموظفين والناس على السواء، قبل إطلاق يده في وزارته وقطاعه إصلاحا وترميماً، في إطار خطة شاملة تمكّن الوزراء والمسؤولين من القيام بواجباتهم وحل مشكلات الناس بجرأة وعدالة وافتدار من دون تأخير.
حين تشعر الناس أن السلطة التنفيذية توظف أدواتها و"مسنناتها" و"مفكاتها" لتحسين مستوى معيشتهم وخدماتهم وحمايتهم وليس لتعذيبهم وإفقارهم، سيفتحون الباب واسعا لاستقبالكم بعد أن أذاقوهم مرارة "الكحش" .
الطريق واضح ومكتمل أمام رئيس الحكومة لوضع فريقه على سكة استرداد الثقة، وكل ما عليه فعله أن ينتقل من الفضاء الإلكتروني-على أهميته- إلى دائرة الفعل الوطني الملموس، عبر سن قانون انتخاب عصري يرسخ هيبة الدولة، وتعزيز مبدأ استقلال القضاء، وإنهاء الواسطة والمحسوبية، والبت بملفات الفساد، على ان يجري كل ذلك بشفافية تغلق الطريق أمام الشائعات قبل أن تكفر الناس بـ"التويتر" و"الفيس بك" كما كفرت قبلا بوعود الحكومات وحديثها عن الإصلاح.

نيسان ـ نشر في 2018-10-04 الساعة 11:48


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً