اتصل بنا
 

يا حضرات 'اليوتيوبرز' الجدد.. يكفينا سراباً بقيعة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2018-10-08 الساعة 09:05

يا حضرات اليوتيوبرز الجدد.. يكفينا سرابا
نيسان ـ كتب د. فايز الهروط: لم يكن الاردنيون يوما ( شبحا يبحث عن جسم يسكن فيه)، وفي ظروف اكثر حلكة مما نمر به اليوم عبّر الاردنيون عن صلابة الموقف وصدق الانتماء لوطنهم وامتهم وسداد الرؤية واهل للروية، ما الذي بدل حالهم واصبحوا نهبا وصيدا سهلا لكل جديد وان خلا من المضمون ؟!
ان هذا الفضاء المفتوح بلا هوادة على كل التناقضات زاد في تشويش الناس في تلمسهم طريقا وعرا معتما تمر به الامة من محيطها لخليجها منذ ان اختلت فيها منظومة القيم وانحدرت الاخلاق بفعل (الجهل الذي ما زلنا نغرق فيه )و (العولمة) و(الفوضى الخلاقة) حتى اصبح الواحد منا يقتل اخاه منتشيا بان له الجنة .
بالعودة على ظاهرة "اليوتيوبرز" والتي من الاكيد انها تجتاح الاردنيين واهتمامهم البالغ حتى انها طغت على شظف العيش ودائرة الفساد المتسعة رقعتها، فيما يرزح الناس تحت وطأتها آمنين ومطمئنين.
قدس الغرب العلم والعمل ووظفوا التكنلوجيا لتحقيق المزيد من الانتاج في كافة مناحي الحياة ومنها الوعي وجني الارباح ، اما نحن فما زلنا نمتطي التكنلوجيا ونحن غارقون في جهل ابجدياتها، ان اليوتيوب كغيره من منصات التواصل الاجتماعي الذي وجد لنشر الوعي بين الناس وزيادة الترابط بينهم وتحقيق الأرباح المادية والشهرة لأصحاب القنوات سواء كانت هذه القنوات علمية أو اجتماعية أو سياسية ..الخ .
اما ان تصبح هذا القنوات سببا في إغراق الناس في مزيد من التجهيل واستنفاد وقتهم في وقت لا يقدم به أربابها وتجارها علما ولا وعيا فهذا رذاذ في رذاذ، وهدر سرمدي لا حاجة للناس به.
ان اليوتيوبر وان كان يعرف بعض التفاصيل او حتى معظمها يجب عليه ان يدرك ان الكلمة رسالة وان الكلمة موقف وان يكون هناك توظيف لهذه الرسالة وهذا الموقف، وان يبتعد عن سقط القول وان يعطي فكرة واضحة او افكارا لا ان يغرقنا في الانشاء وفي الشتم وفحش القول وان يكون باحثا لما يدعم فكرته ومستمرا في ادائه لكل ما يقرب الصف للصف ويعلي بناء وطن يستحق منا اكثر مما يدعي به كثيرون، لا ان يغرقنا في الشخصنة حينا وفي النرجسية حينا اخر ثم ينكفئ على اناه المتورمة ويدعونا ثانية للعبث او العدمية .
يا حضرات التيوبرز الجدد ان هذا الشعب العزيز تاريخيا مر عليه موجات (جدد) كثر، واكثر ما جلبوه لنا كان (سرابا بقيعة)
وان هذا الشعب ليس شبحا يبحث عن جسم يسكن فيه ويدرك ان تغيير الحال الداهم لا يمكن ان يحدث الا من خلال التالي: ارادة سياسية (حقة) من قبل الحكومة تاخذ على عاتقها تغيير النهج السياسي، وان يكون لدينا مجلس نواب منتخب وممثلا حقيقيا لوجع الوطن والمواطن، وانفاذ سيادة القانون بلا هوادة ولا مراء ووقف الفساد ومحاسبة الفاسدين .
ان تتداعى الـ(نخب) التي تدرك ان الفكر سلوك وايمان وليس استعراضا ولا عبثية وبعدا للعدمية وان الوطن انتماء وتضحية وليس مكاسب وامتيازات وتقود عملا جماهيريا لا تنقصه الرؤية ولا الروية ضمن احكام الدستور لا خروجا عليه .
عدا ذلك فان الجماهير حين يطفح بها الكيل فانها هي من ستغير على طريقتها وهو تغيير لا نتمناه لانه سيغير ولكنه سيدمر الكثير الكثير في طريقه للتغيير كما يقول (جوستاف لوبون ) في كتابه (سيكولوجية الجماهير)

نيسان ـ نشر في 2018-10-08 الساعة 09:05


رأي: د. فايز الهروط كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً