اتصل بنا
 

افعلها يا دولة الرئيس

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-10-08 الساعة 21:20

نيسان ـ أدرك مثلما يدرك الكثيرون من أبناء الوطن أنك ورثت تركة مثقلة بالاعباء على تعددها سياسية واقتصادية واجتماعية وأنك تسعى لأن تُحّدث فرقا يبعث الأمل في نفوس الأردنيين الذين انهكتهم الحكومات المتعاقبة بقرارتها وخيباتها التي كانت تعالجها من جيب المواطن وعلى حساب حقوقه وحقوق أبنائه دون أن تُكرس ثقافة المساءلة والمحاسبة في حال تعرض للغبن والظلم والنماذج والحالات كثيرة على مختلف الصعد الوظيفية والتعليمية وهي غالباً ما تكون مغلفة بغلاف القانون الذي يعمد إليه المسؤولون ليمنحوا قراراتهم نوعاً من الشرعية وإخراجها بطريقة تُبعد عنهم أي شبهة.
دولة الرئيس إن عملية تثقيف الجيل وتحصينه لا تتم فقط من خلال مواد الثقافة الوطنية وسرد تاريخه فقط وإنما تحتاج إلى تكريس مبدأ الثواب والعقاب كنهج حكومي يؤكد سيادة القانون ليقترن القول بالعمل في فترة أصبحت السوادوية تختمر في عقول شبابنا أمام ما يسمعون من أخبار عن قضايا فساد هنا وهناك ولعل أخطر أنواع الفساد ما ارتبط بالتعليم يا دولة الرئيس فالطالب الذي يكافح على مدار اثني عشر عاما ليظفر بدراسة تخصص يحقق من خلاله جزءا من أحلامه وطموحاته وينفض عنه غبار السنين ويبدد أمامه الخوف من مستقبل متسارع ومتقلب يدفع فيها ذووه ما تبقى لديهم وما يستطيعون الاستغناء عنه أمام تكاليف التعليم المرتفعة والباهظة التي أصبحت هما كبيرا يزيد في أعباء الأردنيين.
أقول هذا وأنا أستمع في كل يوم إلى الطلبة على مقاعد الدراسة الجامعية يتحدثون بمرارة شديدة واستغراب أشد مبعثها معدلات القبول في الجامعات الرسمية في تخصصات الطب والصيدلة وطب الأسنان والهندسة واليوم ازدادت الغرابة بقائمة مجلس التعليم العالي الذي سمح لطلبة حصلوا على معدلات ليست بالعالية قياسا إلى أقرانهم الذين قُبِلوا في نفس التخصص وفق قائمة القبول الموحد أن يُقّبلوا في تخصص الطب والصيدلة والهندسة.
أعلم يا دولة الرئيس أنك ألغيت القرار وانتصرت لأصحاب الحق من طلبة وأولياء أمور وأنك سطّرت موقفاً يُسجل لك اكّد على نقاء معدنك وانحيازك للعدالة لكننا ننتظر منك أن تُكمل ما بدأت وأن تحاسب من أصدر مثل هذا القرار الذي يؤكد أن إدارة التعليم العالي بحاجة إلى تقييم ومحاسبة حقيقية .
افعلها يا دولة الرئيس افعلها وانفض غبار السنين عن مؤسسة مُنِح لها الحق لأن تحدد مستقبل طلابنا.

نيسان ـ نشر في 2018-10-08 الساعة 21:20


رأي: د. عبد الهادي أبوقاعود أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً