اتصل بنا
 

فلسفة حمار

نيسان ـ نشر في 2018-10-28 الساعة 21:25

نيسان ـ قاطعت غزالة حماراً وهو يحاول أن يقتل لهاث أنفاسه في سبيل عدد من رشفات ماء يسرقها من بحيرة آسنة جمعته معها قائلة:
"الحمد لله على سلامتك أيها الحمار...أظن أنك قد هربت من مخالب ذلك النمر هذه المرة "
رد الحمار:"الله يسلمك... ربك ستر... يمكن ببركة (جحاشي)" ومن ثم رشف الحمار رشفة ماء طويلة و أكمل قائلاً:
" أيتها الغزالة أتدرين؟ لا أعلم لماذا أهرب من النمر، ولماذا أخشى الضبع، واحترس من الثعلب، واتوارى من الأفعى بالرغم من أني لا أكل إلا الحشيش"
قال الحمار أيتها الغزالة" فكرت ملياً أن اتوقف عن الركض وأن أقاوم النمر... لا بل اركله بحوافري!... ولكن في كل مرة اقرر ذلك أجد أن الخوف أقوى من قراري.... فأهرب مجددا"
قالت الغزالة: كم أنت عظيم ايها الحمار، ولكن هل تستطيع فعل ذلك يوما وتركل النمر ، وتأكل الحشيش بصمت وبهدوء ...كم احسدك... كم أنت حمار قوي.
قال الحمار: ولكن أيتها الغزالة فهمت لاحقا أن الخوف هو سبب الحياة!
قال الحمار: أنا ادركت أني خلقت لأكل الحشيش...وأن أكون وجبة دسمة لنمر كسول جائع او أسد قد يشتهي ألواني ولحمي...أدركت أيتها الغزالة أن غريزتي الجنسية سببها هو إنجاب "جحاش" لتكون طعاما لنمور الغد!
قال الحمار: أدركت أني حمار بين قطيع من الحمير نتقاتل على قيادة بعضنا بعضا... قطيع سوف ينتهي طعاما لأسد، او عشاء لضبع، أو قد نكون وجبة خفيقة لنسر ... حتى الثعالب قد تقتات على بقايانا"
قال الحمار: أيتها الغزالة حتى أنت جميلة رشيقة ولكنك تأكلين الحشيش؟!... وجمالك لم يدمي قلب ذلك النمر؟ ... أيتها الغزالة حتى أنت قد تكون غداء أو عشاء لوحوش الغابة؟
ردت الغزالة: ولكن مازلت أكل الحشيش أيها الحمار!
قال الحمار: الفرق بيني وبينك أن اسمي حمار واسمك غزالة... والنمر لايفهم الا لغة الطعام.
قاطع حوارهما مرور سيارة يصدح منها صوت نانسي عجرم وهي تغني "وهخاف من ايه...فى حد يشوف احلامه قصاده ميلمسهاش...ده ساعات الخوف بيضيع لحظة مبيعشهاش" وفر الحمار والغزالة هاربين
...واظن ان كلا من الحمار والغزالة لم يعيشا تلك اللحظة! بسبب أنهما لم يفهما لغة القدر ...لم يفهما لغة اخرى...
لذلك بقي الحمار يأكل الحشيش والغزالة كذلك... ولو أنها مازلت وسوف تظل غزالة جميلة
#الانسان_المهدور

نيسان ـ نشر في 2018-10-28 الساعة 21:25


رأي: محمد ملكاوي

الكلمات الأكثر بحثاً