اتصل بنا
 

طفح الكيل

نيسان ـ نشر في 2018-11-01 الساعة 20:41

x
نيسان ـ احمد قبيلات_ نيسان
طفح الكيل وضاقت الصدور وتوحدت القلوب وتوهجت العروق وأسودت الوجوه!!
لم يعد مجدياً أن نجزئ الناس إلى أغلبية صامتة واقلية معبرة، سواء مؤيدين او غير مؤيدين، ولم يعد مصطلح الأغلبية الصامتة مفهوما الآن، فجميع الناس يملكون بين أيديهم بوابة للعالم الافتراضي، يتناقشون فيه ويعبرون عما في داخلهم وهم في بيوتهم.
الآن الأخبار سريعة التنقل في هذا العالم، أخبار فساد المسؤولين ومتابعة تحركات الحكومة ومراقبة أداء النواب ايضا، وهذا العالم ليس حكرا على فئة معينة، فجميع المواطنين والموظفين حتى اصغرهم يتابعون أخبار البلد من بيوتهم عبر هواتفهم من غير الحاجة للخروج الى الشارع للسؤال.
ومقال الملك عبدالله الثاني يوم أمس (وقد سبق له وأن تحدث عن ذلك) خير دليل على قوة تاثير هذا العالم وخطورته.
الناس اليوم تملك كميراتها ومنصاتها الإعلامية الخاصة، ومن كل مكان ينقلون الأخبار حتى انه لم يعد هناك اي شيء تحت الرماد، وأصبحت جميع الأوراق الرابحة والخاسرة فوق الطاولة مكشوفة لجميع الأردنيين، وربما أنتم متابعون لمثل هذه الاخبار واعتقد ان أغلبها مصدره الاردنيون عبر صفحاتهم الشخصية وليس الاعلام التقليدي.
الناس اليوم ايضا في حالة من الشك، والكثير مشغول فكره بما يجري داخليا، وغالبا ما تتحول الشكوك إلى حقائق بعد ان يتم نشرها على الصفحات الشخصية و يتم تداولها على نطاق كبير، حينها يتجمع المحتجون إلكترونيا لإظهار قواهم والضغط على الجرح لعله يشفى، وكما أنهم من خلال عالمهم الافتراضي يستطيعون التخطيط والتجمع خلال ساعات ومن كافة المحافظات ليعبروا عن انفسهم وعن كل الأردنيين . واما بخصوص حكومة التويتر فالناس ملت من الخطابات و التغريدات و الشعارات البراقة، الناس الآن تريد إصلاحا عاجلا او المغادرة، ولكن لا تبقوا في اماكنكم حتى تصبحوا في قائمة الحكومات التعيسة والمتعسة للبلد. اليوم الاردنيون هم من يقيمون أداء الجميع وهم من يكشفون ويضغطون في ميادين الفزعة متواجدين لا مبالين مقدمين أرواحهم في سبيل أن يرتقي الوطن.

نيسان ـ نشر في 2018-11-01 الساعة 20:41

الكلمات الأكثر بحثاً