اتصل بنا
 

شكرا لرقابتكم..تركنا عوني مطيع والكردي لنلهث خلف سراب من فساد اسمه محمد الدعامسة

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-11-05 الساعة 10:20

شكرا لرقابتكم.. تركنا عوني مطيع والكردي
نيسان ـ بقلم الدكتور علي الطفيحات...شكرا لرقابتكم..تركنا عوني مطيع والكردي لنلهث خلف سراب فساد اسمه محمد الدعامسة
من سمع قصة الطبيب محمد الدعامسة الذي تحدثت عنه مواقع إلكترونية باعتباره فاسدا كبيرا يدرك من فوره أن شعرة فاصلة بين الفساد وبين الكفاح..هي ذات الشعرة بين الذكاء والجنون.
تزم ذاكرة بلدة ذيبان محطات كثيرة لطبيبها الدعامسة، لتؤكد عبرها إن الكفاح والنجاح صنوان لساق من مثابرة.
الطبيب يشبهنا جميعا..من منا يكتفي براتب واحد لتعيش أسرته حياة كريمة، لا نقول سعيدة، ونقصد بالكريمة، ذلك المستوى من الحياة الذي يجنبك التسول؛ لتغطية احتياجاتك ونفقاتك اليومية، من الجيران والمعارف؟.
طبيب دفع عشرات الآلاف في صناديق الجامعات والمدارس قبل أن يتخرج ثم يحوز وظيفة في جامعة، بمعاش مقبول، ثم جرى تعيينه طبيبا في مستشفى الأمسيرة سلمى بلواء ذيبان، فاضطر إلى معادلة قاسية في ضبط الوقت؛ ليضمن تحسين دخله، فالتزامات الحياة لا ترحم أحدا.
حتى اللحظة لا شيء غريباً في السيناريو، فهذه محطة ونفق وعلى جل الأردنيين عبورها.. الغريب أننا نترك عوني مطيع ووليد الكردي وعرابي برنامج التحول الاقتصادي وكل قطعانهم من مرتزقة البيع والسمسرة، ثم نقرر أن أزمة الأردن الاقتصادية هي من صنيعة الدعامسة.
"الدولة لا تترك حقها" أليس هذا ما تقوله الناس ؟
ولان الدولة صاحبة رسالة في محاربة الفساد بكل مستوياته ألزمت الطبيب بدفع نحو 14 ألف دينار لخزينة الدولة، هي مجموع ما تقاضاه الطبيب جراء عمله في الجامعة لشهور.
لدينا نماذج مشوهة من العدالة الاجتماعية ولن تستطيع فك شيفرتها بالمطلق..كل ما تسطيع فعله أن تطلق العنان للسانك فيخرج بكلمات لا يفهمها احد سواك،، تلك المرحلة الاولى من مراحل القهر يعرفها الأردني جيدا.
دقق جيدا في تفاصيل محيطك الضيق ستجد المعلم يضطر إلى مواصلة نهاره عاملا ، سواء في الدروس الخصوصية أو خلف مقود تاكسي، ثم مرر ناظريك على مستوى آخر من وظائف الطبقة الوسطى مثلا: أساتذة الجامعات والصحافيين وغيرها الكثير.
لا شك أن بعضهم يضطر إلى إنفاق مزيد من ساعات العمل وتوزيعها بين أكثر من وظيفة، ليستطيع مواصلة الحياة..
لا، ليس جشعاً، ولن يكون أنانية،، كل ما في الأمر أن الدولة سحقت الطبقة الوسطى حد الاختفاء، ولم يعد بالإمكان إلا نذر النفس للعمل لا لشيء غيره.
المطلوب اليوم من دولة عمر الرزاز أن لا يصم آذاننا بما قاله مؤنس لمنيف، المطلوب إنقاذ ما تبقى من أردنيين في طبقى كانت تسمّى وسطى.

نيسان ـ نشر في 2018-11-05 الساعة 10:20


رأي: د. علي الطفيحات أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً