اتصل بنا
 

(العمل الإسلامي) يلوح بحل نفسه .. هل هذا أول خطوات النزول بالتنظيم تحت الأرض ؟

نيسان ـ نشر في 2015-07-09 الساعة 06:12

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

من غير المعروف بعد رد فعل الحكومة على تلويح الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بحل نفسه وانشغال قياداته وكوادره بالعمل الدعوي والاجتماعي.

لقد انطوى تلويح حزب جبهة العمل الإسلامي على مبرر يستند الى تعذر العمل السياسي في الساحة الأردنية. وأورد الحزب مجموعة من الأسباب التي رأى أنها وجيهة ليقول في نهاية بيان أصدره فجر الخميس ووقع عليه رئيس مجلس الشورى د. عبد المحسن العزام: (بات لزاماً على حزب الجبهة ان يبحث وعلى اعلى المستويات عبر مؤسساته الحزبية جدوى ومبررات الاستمرار بالعمل السياسي الحزبي والبحث عن خيارات اخرى في توظيف طاقات الحزب وكوادره لخدمة الدين والوطن وفق مبادئه ونظامه الداخلي. والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل).

المراقب للساحة الأردنية يدرك أن انغلاق الأفق السياسي الذي استند عليه الحزب لقول ما قال صحيحة، لكن الكثيرين في المقابل يقولون: منذ متى كان الأفق مفتوحا؟ لقد وافق الإسلاميون منذ عقود على عجز الحالة السياسية الحزبية، وغضوا الطرف عن انغلاقها. وهذا يعني أن وراء التلويح حكاية (عقوق) الحكومة لجماعة الإخوان المسلمين الواجهة الأم "للعمل الإسلامي، على حد وصف المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد قبل أيام.

بعد اعتبارها جماعة غير مرخصة، كان الظن أن تلجأ جماعة الإخوان المسلمين الى جبهة العمل الإسلامي كجهة مرخصة بهدف العمل في الساحة المحلية، لكن ما قاله رئيس مجلس الشورى د. عبد المحسن العزام يرسم السياقات التي فهمها الإسلاميون بسحب البساط الرسمي من تحت أقدامهم؛ إنهم لم يعودوا يوافقون على أنصاف الحلول عندما لم ينصفهم "الرسمي".

ما كان يحذر منه البعض - ومنهم مقربين من الحكومة - ها قد بدأت بوادره بالظهور؛ حيث الخشية من نزول العمل التنظيمي تحت الأرض. ولن يفعل هذا الإسلاميون وحدهم، بعد أن تفهم الأحزاب الاردنية التاريخية "درس الإخوان". فهل كان هذا هو المطلوب؟

الإسلاميون المعتدلون لن يكفوا عن العمل السياسي، حتى وإن رغبوا بذلك، لهذا فان تلويحهم بالنزول عن المنصة الرسمية التي يعملون فوقها يعني بالضرورة بدء مظاهر العمل التنظيمي تحت الأرض.

يفترض أن آخر ما تريده الدولة أن تغيّر الحركة الإسلامية من أوراق اللعبة. إن تنظيما بحجم الجماعة اعتادت الدولة على عدّ خطواته، ليس سهلا أن تتكيف الأجهزة مع إدارة عمل جديدة له، خاصة وأنها مشغولة هي الأخرى بقضايا أشد سخونة، وعلى رأسها التحديات الأمنية المرافقة لفوضى الساحتين السورية والعراقية.

وأكثر من ذلك، فإن من شأن العمل في ظل هذه المناخات ان تغري الشباب الى الانجذاب نحو الاخوان لكون العمل التنظيمي السري هو الاكثر اثارة والاشد جاذبية من فعاليات القاعات المكيفة.

كما كانت سابقا، لكنها اليوم أكثر، بحاجة الساحة الأردنية الى كل قطرة توافق اجتماعي وسياسي واقتصادي وحزبي، حتى لو كان الأمر عبر تجميد كل الخلافات مع المكونات الداخلية.

أما من حيث توقع الرد الرسمي على هذا التلويح، فانه سيذهب بالمشهد - وكما اعتادت الساحة المحلية عليه – بالصمت أو إصدار تصريح على لسان احد الوزراء يُفهم منه انه لا يكترث بموقف الحركة الإسلامية الجديد، وهو ما يعني وضع الأخير أمام الحائط. فإذا ما نفذ الإسلاميون تهديدهم فإن ما سيفعلونه في الحقيقة هو حمل الساحة والقفز بها في الهواء من دون ضمانة للأرض التي ستقف الأقدام عليها.

على الرسمي أن يدرك وهو بالضرورة يفعل أن رئيس جمعية الإخوان المسلمين عبدالمجيد الذنيبات غير قادر على لعب الدور الذي لعبته ويمكن أن تلعبه جماعة الإخوان المسلمين مستقبلا، ليس لكونه لا يريد، بل لان الجميع يعلم أن يدي جمعيته خشبية، ولسانها غير مسموع.

نيسان ـ نشر في 2015-07-09 الساعة 06:12

الكلمات الأكثر بحثاً