الكلام حين يخرج من شوكة الحلق
محمد جميل خضر
قاص واعلامي اردني
نيسان ـ نشر في 2018-11-10 الساعة 19:02
نيسان ـ لستُ مع العنف شكلاً ومضموناً. ما جرى للمدعو يونس قنديل يدخل في إطار العنف المرفوض من قِبلي.
ما يحاول اثنان (مارقان) فرضه على بلادنا والعالم من أكاذيب تلبس لبوس الحقائق بعد لوي عنقها بالبترودولار وحملات الدعاية المسعورة، شكلٌ من أشكال العنف المرفوض من قِبلي.
هذا السيل الجارف من التعاطف المؤدلج مع (الضحية) وهو هنا بالمصادفة يونس قنديل، وصولاً للتخوين والتهديد، وتغليب سيل الدفاع الغزير عن (المؤمن بلا حدود) على سيل الكارثة الذي جرف الناس والأحلام في مليح وما حولها، هو شكل من أشكال العنف، فكلما جلستُ لصفحتي ووجدتُ هذا الاندفاع المتحمّس من أشخاص بعينهم، أعرفهم ويعرفونني، أصبتُ بالرعب، رعبي من الطريقة التي بتنا نختلف من خلالها مع بعضنا، ورعبي من القوة الغاشمة لليبريالية المتوحشة.
الطامة الكبرى أن أسباب اختلافي مع (مؤمنون بلا حدود) هي غير أسباب اختلاف من (شبّحوا) عليه معها. ولم أكن لأحفر على جسدٍ مضطهدٍ عبارة الجلالة، فهذا غباء لا يقل عن غباء محمد بن سلمان أحد الاثنين اللذين أشرت لهما أعلاه.
ولو كان الخلاف مع (مؤمنون بلا حدود) فكرياً معرفياً وجدانياً عرفانياً برهانياً، لقلتُ إن الحوار مع الدعاة لها، المطبّلين بمجدها، وصولاً للقائمين عليها، قد يفضي إلى يقين. لكنه خلاف جذريٌّ حول ربيع العرب الذي اغتيل عنوةً وغدراً يشبه الغدر بمواطنٍ داخل قنصلية بلده. وحول مشروعية هذا الربيع، ونبل نواياه، وصدق تعبيره عن تطلعات الناس وصبواتهم وأحلامهم بالحرية والكرامة والعدل. وحول دور أنظمة عربية بعينها باغتيال هذا الربيع وتكفير الناس وشيطنة جماعة وتقديم أخرى. وحول استلابنا جميعنا أمام سطوة المال الأسود في تبييض صفحات لا تُبَيَّض، وتغيير ثوابت وتضييع بوصلات وبعثرة أولويات وتغييب أشخاص وجهات وفعاليات خلف شمس الحياة بقوة القمع البوليسيّ المرتزق بأغلبه.
ما جرى ليونس قنديل، على بشاعته ونزقه ولا عقلانيته، لا يعدو مجرد عبثٍ مراهقٍ أرعنٍ، مع ما جرى لتيسير النجار على سبيل المثال، الزميل الصحافي الذي لم يرتكب جريمة، ورغم ذلك اُخْتُطِفَ وزجَّ به داخل غياهب الظلام في بلد تقمَع وتقتُل وتخطُف وتروّع وتُعَرْبِد على الكون كلّه، ثم تطلق حملات ومبادرات وشعائر وتبني مساجد لا مانع من دخول وزيرة صهيونية للعبث بحرمتها والتمسخر على بُناتها، وتسوّق نفسها على أنها واحة الخير والبركات والتسامح والإيمان الذي بلا حدود.
كان أجدى لي ولأسرتي وبعض أسباب رزقي أن أصمت، لكن الصمت يصبح خيانة وجبناً أمام هذا الحجم المرعب من الهراء والاستقواء والتدليس وانتشار الذباب على كلمة واحدة، لا أحد، على ما يبدو، رغب التوقف قليلاً أمام مدلولاتها وتداعيتها وانحراف منظومتها الأخلاقية المعرفية الوازنة.
ما يحاول اثنان (مارقان) فرضه على بلادنا والعالم من أكاذيب تلبس لبوس الحقائق بعد لوي عنقها بالبترودولار وحملات الدعاية المسعورة، شكلٌ من أشكال العنف المرفوض من قِبلي.
هذا السيل الجارف من التعاطف المؤدلج مع (الضحية) وهو هنا بالمصادفة يونس قنديل، وصولاً للتخوين والتهديد، وتغليب سيل الدفاع الغزير عن (المؤمن بلا حدود) على سيل الكارثة الذي جرف الناس والأحلام في مليح وما حولها، هو شكل من أشكال العنف، فكلما جلستُ لصفحتي ووجدتُ هذا الاندفاع المتحمّس من أشخاص بعينهم، أعرفهم ويعرفونني، أصبتُ بالرعب، رعبي من الطريقة التي بتنا نختلف من خلالها مع بعضنا، ورعبي من القوة الغاشمة لليبريالية المتوحشة.
الطامة الكبرى أن أسباب اختلافي مع (مؤمنون بلا حدود) هي غير أسباب اختلاف من (شبّحوا) عليه معها. ولم أكن لأحفر على جسدٍ مضطهدٍ عبارة الجلالة، فهذا غباء لا يقل عن غباء محمد بن سلمان أحد الاثنين اللذين أشرت لهما أعلاه.
ولو كان الخلاف مع (مؤمنون بلا حدود) فكرياً معرفياً وجدانياً عرفانياً برهانياً، لقلتُ إن الحوار مع الدعاة لها، المطبّلين بمجدها، وصولاً للقائمين عليها، قد يفضي إلى يقين. لكنه خلاف جذريٌّ حول ربيع العرب الذي اغتيل عنوةً وغدراً يشبه الغدر بمواطنٍ داخل قنصلية بلده. وحول مشروعية هذا الربيع، ونبل نواياه، وصدق تعبيره عن تطلعات الناس وصبواتهم وأحلامهم بالحرية والكرامة والعدل. وحول دور أنظمة عربية بعينها باغتيال هذا الربيع وتكفير الناس وشيطنة جماعة وتقديم أخرى. وحول استلابنا جميعنا أمام سطوة المال الأسود في تبييض صفحات لا تُبَيَّض، وتغيير ثوابت وتضييع بوصلات وبعثرة أولويات وتغييب أشخاص وجهات وفعاليات خلف شمس الحياة بقوة القمع البوليسيّ المرتزق بأغلبه.
ما جرى ليونس قنديل، على بشاعته ونزقه ولا عقلانيته، لا يعدو مجرد عبثٍ مراهقٍ أرعنٍ، مع ما جرى لتيسير النجار على سبيل المثال، الزميل الصحافي الذي لم يرتكب جريمة، ورغم ذلك اُخْتُطِفَ وزجَّ به داخل غياهب الظلام في بلد تقمَع وتقتُل وتخطُف وتروّع وتُعَرْبِد على الكون كلّه، ثم تطلق حملات ومبادرات وشعائر وتبني مساجد لا مانع من دخول وزيرة صهيونية للعبث بحرمتها والتمسخر على بُناتها، وتسوّق نفسها على أنها واحة الخير والبركات والتسامح والإيمان الذي بلا حدود.
كان أجدى لي ولأسرتي وبعض أسباب رزقي أن أصمت، لكن الصمت يصبح خيانة وجبناً أمام هذا الحجم المرعب من الهراء والاستقواء والتدليس وانتشار الذباب على كلمة واحدة، لا أحد، على ما يبدو، رغب التوقف قليلاً أمام مدلولاتها وتداعيتها وانحراف منظومتها الأخلاقية المعرفية الوازنة.
نيسان ـ نشر في 2018-11-10 الساعة 19:02
رأي: محمد جميل خضر قاص واعلامي اردني