اتصل بنا
 

أحمد منصور..حين ينحدر الإعلام ويستقوي على أسير لا حولا له ولا قوة

نيسان ـ نشر في 2015-07-09 الساعة 11:14

x
نيسان ـ

كتب محمد قبيلات

لا يتمتع أحمد منصور بجاذبية تؤهله لأن يكون مذيعا أو صحفيا محبوبا، وهذه ليست مشكلة بحد ذاتها، فمهنيته كمذيع ومحاور مرموق يمكن أن تغطي على هذا الجانب، لو أنها توفرت.

لو أنه تعامل مع الطيار الأسير العقيد الطيار علي عبود بما تمليه عليه أخلاقيات العمل الصحفي والتلفزيوني لتغير الأمر كثيرا.
فبدءا، وحسب المواثيق الدولية، لا يجوز استغلال الأسرى لتوصيل رسائل من خلال استجوابهم على الأثير، وأصلا هذا يتنافى مع أخلاقيات العمل الصحفي والتعاليم الدينية وكافة المثل الانسانية، ولا يجوز أن تنهى عن أمر وتأتي بمثله، فاذا كنت ضد الاضطهاد والتنكيل وإلحاق الأذى النفسي أو الجسدي بالمعتقلين والأسرى، فأنت أولى من يجب أن يلتزم بهذه الاخلاقيات والمعايير.
الأدهى من ذلك، أن أحمد منصور لم يتورع عن استخدام خطاب تحريضي طائفي، أبعد ما يكون عن المسؤولية والالتزام بالاعراف الاعلامية، فراح يسأل الضابط الطيار، في برنامجه المتحرر من الحدود المهنية، كم من الطيارين علويين وكم منهم سنة؟ ولماذا تضرب السنة وهل تضرب العلويين، فأي درك ينحدر اليه الاعلام اذا أصبحت وظيفته إثارة وتغذية الفتن؟.
وقد يقول قائل، أن هذا الطيار كان يغير على الأحياء السكنية، ويلقي على البيوت البراميل المتفجرة، فيقتل النساء والأطفال والشيوخ. وهذا صحيح، والاجابة المختصرة على هذا التساؤل: لذلك هو أسير، وعادة ما يكون الأسرى من الجنود المقاتلين، وهم بالذات من اختصتهم الشرعات الانسانية بالتوصية بمعاملتهم معاملة حسنة، وفي تراثنا الكثير من القصص والأمثلة عن المعاملة الحسنة للأسرى، والمعني بالتغيير للأفضل يتميز بتعامله الانساني والقانوني المتحضر، وإلا ما الفرق أذا كان الجديد سيعيد ممارسات النظام القمعي وداعش في القتل والتنكيل وقمع الحريات.
يلاحظ المتابع لأحمد منصور أنه كان في بداياته أكثر مهنية، لكن ذلك كان، ربما عندما لم يظهر انحيازاته الفكرية بهذا الوضوح، ويتحول الى مجرد مذيع غارق في التحريض بشكل انفعالي سافر، حيث كان في البدء، صاحب خطاب متحرر منحاز لحقوق الشعوب العربية والمصالح القومية للأمة العربية، وأجرى الكثير من الحوارات القيّمة مع شخصيات من مختلف التيارات، ورأيناه في الفلوجة عام 2003، ومن بعدها غطى اجتياحات جيش العدو الاسرائيلي لغزة وللبنان، لكن في السنوات الأخيرة، صارت تطغى ميوله وانحيازاته الفكرية، بانفعال واضح، على مهنيته الى أن وصل الى التخندق الطائفي الكامل.
الحقيقة أن هذا السلوك يجعله من حيث يدري أو لا يدري، يُميّل كفة التعاطف الى "خصومه"، وخير مثال على ذلك، اللقاء الذي أجراه مع الأمير الملثم الجولاني، وما صرح به لاحقا واعتذر عنه بخصوص المغرب، وجاء ليتمم كل هذه الانحدارات المهنية والأخلاقية بلقائه مع الطيار الاسير.
لقد ظهر أحمد منصور في اللقاء الذي أجراه مع الطيار الأسير، كما لو كان محققا، واستخدم اسلوبا أبعد ما يكون عن المهنية، وحتى عن اللياقة والكياسة، فاستقوى بقناة الجزيرة وما وراءها من غاز ونفط، وبما يتحصن به في كنف جبهة النصرة على أسير لا حول له ولا قوة.

نيسان ـ نشر في 2015-07-09 الساعة 11:14

الكلمات الأكثر بحثاً