اتصل بنا
 

اقالة عوض الله نتاج غضب ملكي عقب زيارة واشنطن

نيسان ـ نشر في 2018-11-18 الساعة 10:14

x
نيسان ـ رداد القلاب – قرأ سياسيون اردنيون ، القرار الملكي الذي اصدره العاهل الأردني عبدالله الثاني، والذي يقضي بإنهاء مهام الدكتور باسم عوض الله كممثل شخصي للملك و المبعوث الخاص لدى المملكة العربية السعودية اعتباراً من تاريخ 12/11/2018، بثلاث قراءات؛
الاولى : غضب ملكي من عوض الله نفسه
والثانية : اطلاع الملك على مستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
والثالثة : إنهاء حالة السخط الشعبي التي يحظى بها عوض الله واجراء ترتييبات داخلية للديوان الملكي.
واتفق المحللون على ان العلاقات بين المملكتين، لن تتأثر بالقرار الملكي الاردني، اذ انه يعد قراراً سياديا فمثلما عين الملك باسم عوض الله فقد اقاله، كما ان المملكتين والنظامين تحكمهما ارتباطات متينة وقديمة، لا تقوم على الاشخاص ولن تتاثر “باقالة وسيط” على حد وصف رئيس مجلس النواب الاردني المهندس عاطف الطراونة.
وعُلل القرار الملكي بأنه نجم عن غضب الملك من باسم عوض الله، حول اهماله بأداء مهمته كمبعوث ملكي لدى الديوان الملكي السعودية، وفشله في جذب المساعدات السعودية للاردن التي وعد بها اكثر من مرة، اضافةً الى عمله لصالح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اكثر مما عمل لصالح المملكة الاردنية، وايضاً الى كمية العبئ التي نجمت نتيجة السخط الشعبي محلياً في الأردن ضد عوض الله وذلك بحسب قراءة رئيس الوزراء الاردني الأسبق طاهر المصري ورئيس مجلس النواب الاردني المهندس عاطف الطراونة والكاتب واستاذ العلوم السياسية د.حسن براري لـ”يورابيا”.
ويتفق رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري والكاتب والمحلل الدكتور حسن البراري –الذي رافق الملك خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن لإستلام جائزة تمبلتون – ان زيارة الملك الاخيرة الى الولايات المتحدة حملت لقاءات بشخصيات مؤثرة في الادارة الامريكية، ومكنت العاهل الأردني من الاطلاع على المستقبل السياسي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتورطه بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، وتزايد الضغوط في واشنطن على تنحيته، وان الملك قام بهذه الخطوة لاجل “إراحة رأسه” من ميراث كبير ستخلفه ازالة بن سلمان بحسب البراري.
من جانبه أكد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة على ان القرار الملكي ياتي كإستجابة شعبية للسخط حول شخصية باسم عوض الله والملفات التي ادارها سابقاً اضافةً الى ترتيبات تجري في الديوان الملكي الاردني لصالح الشباب ولضخ دماء جديدة واستراتيجيات حديثة في التنمية ولإنهاء السخط الشعبي المتزايد حول باسم عوض الله.
ودلل المصري، على غضب الملك من عوض الله لأن الملك يرتبط بعلاقة عمل قوية مع عوض الله؛ ولا يؤذيها الا في حال غضب الملك، مشيراً الى ان طريقة إعلان الإقالة تُقرأ الغضب الملكي، لسبب كان يمكن ان يأتي القرار بالطريقة التي جاء بها قرار تعيين باسم عوض الله مبعوثا خاصا لجلالة الملك عبدالله لدى الديوان الملكي السعودي.
كما اكد رئيس الوزراء الاسبق ، على ان الغضب يتزايد ويتصاعد في العاصمة الامريكية والعالم الغربي بسبب جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وبالتزامن هناك مطالبات تتعاظم وتتصاعد ايضا تقضي بوجوب اتخاذ قرار بتغيير بن سلمان وازاحته عن ولاية العهد في السعودية.
واشار المصري:” لا اعتقد ان العلاقة السعودية تتأثر بالقرار الملكي الاردني لانه سيادي يخص الاردن والعلاقات مع السعودية متينة ومبنية بين البلدين وليس بين الاشخاص”.
واستسهب: القرار الملكي مفاجئ في التوقيت وطريقة الإعلان بهذا الشكل مما يدل على الغضب الملكي وعدم رضا ناجم عن قصور في المهمة الاردنية او ناجم عن قصور في المهمة لدى السعودية.
ويعتقد رئيس الوزراء الاسبق ، ان وجود الملك عبدالله الثاني في مؤتمر “دافوس الصحراء” يقع ضمن مسؤولية باسم عوض الله والذي تزامن مع مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا وسط مقاطعة دولية كبيرة للمؤتمر تعد احدى حلقات الاقالة، اضافة الى ان الحديث عن سؤال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن قضية خاشقجي زاد من “الطين بله” بحسب تعبيره ، رغم ان عوض الله بحسب المصري ، اسر لاصدقائه ويُقسم بأن السؤال حول خاشقجي لم يكن مرتب له من قبل الامير السعودي وبحضرة الملك عبدالله ويقول عوض الله انه اجتهد.
من جهته أكد رئيس مجلس النواب الاردني عاطف الطراونة ، ان مهمه باسم عوض الله انتهت سلبياً واصفاً اياها بـ”الفشل” كمبعوث ملكي لدى الديوان الملكي السعودي ، وان القرار يأتي لاراحة الشارع الاردني الساخط على عوض الله.
وقال المهندس الطراونه لـ “يورابيا” :ان الاقالات تاتي في سياقات ترتيب البيت الداخلي في الديوان الملكي وبث دماء جديدة وبناء استراتيجيات واولويات جديدة ، عملية لناحية التنمية.
واستدرك حول التكهنات التي اثيرت حول القرار الملكي وبين مايجري في الولايات المتحدة من سخط متزايد واتهام بن سلمان بالضلوع بجريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي ، التي يمكن ان يكون الملك اطلع عليها خلال زيارة الاخيرة الى واشنطن ولقاءات مع نافذين في الادارة الامريكية والكونجرس ومجلس الشيوخ قال : “لا معلومات لدي”.
ولكنه شدد على عدم تأثر العلاقات الاردنية السعودية قال رئيس مجلس النواب الاردني : لا يمكن ان تتأثر لان العلاقات بين البلدين وبين النظامين راسخة وثابتة وفق اسس متينة وتمتد طويلا مضيفا ان باسم عوض الله عمل وسيطا لا يمكن ان يقييم علاقات دول.
من جانبه وصف الكاتب واستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن البراري، الارداة الملكية بـ”الإقالة” تقرأ ضمن سياقات فشل الدكتور باسم عوض الله في مهمته كمبعوث للديوان الملكي الاردني لدى الديوان الملكي السعودي كما فشل في جذب المساعدات للاردن، وهي مهمة رئيسية له مؤكداً “ان صندوق الاستثمار الاردني السعودي الذي اعلن عنها سابقا لم يدخله فلساً واحداً “.
واسترسل البراري – الذي رافق الملك عبدالله الثاني خلال زيارته الى واشنطن ضمن وفد صحافي اردين – ، ان باسم عوض الله عمل لصالح اجندات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دون ان يقيم اعتبار لمهته كبمعوث للملك عبدالله الثاني لدى الملك سلمان بن عبدالعزير.
ورجح ، استاذ العلوم السياسية ، ان يكون الملك عبدالله الثاني قد اطلع على مستقبل محمد بن سلمان السياسي، وان الملك تلقى نصيحة بعدم حمل تبعات وتداعيات مستقبلية كبيرة، خصوصا ان الملك عندما تسلم الجائزة الدولية للتقريب حول الاديان في واشنطن مؤخرا التقى بشخصيات مؤثرة في امريكا وربما اطلع الامريكان الملك على تورط محمد بن سلمان بقضية مقتل خاشقجي وان لا مستقبل سياسي له.
بخصوص تأثر العلاقات بين الاردن والسعودية قال براري: لا يمكن ان تتغير كثيرا بتغيير محمد بن سلمان لأن الامير السعودي ناصب الاردن العداء منذ نحو 3 سنوات ومنع المساعدات عن المملكة الهاشمية و يرى بأن الاردن بلد غير مهم واغضب الاردن في ملف القضية الفلسطينية بتصريحاته حول استعداده تجاوز الاردن والعمل مع اسرائيل.
وأضاف: الاردن يحتفظ بعلاقات مميزة مع السعودية ويوأزرها في ملف ايران واليمن وباختلاف بسيط حول الملف السوري.
وشدد على ان اختلاف الاردن مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمات اغضب الجهات العليا التي تعتبر دور الاردني في فلسطين وجوديا ويقف الملك موقفاً صلباً اتجاها ولا يساوم بها، برفضه صفقة القرن والقرار الامريكي الذي اعتبر القدس عاصمة الكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده اليها، وهو ما تجاوزه بن سلمان، على حد تعبيره.
وحول سؤال وجهته “يورابيا” عن اقالة عوض الله ورئيس مجلس امناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية المهندس عماد فاخوري في ذات الوقت اتفق المحللون ان لا علاقة لها بأي سياسات داخلية ولا بأية ازاحات، وقال رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري لـ”يورابيا”، بأنه يفضل الفصل بين قرار اقالة باسم عوض الله وقرار اقالة عماد فاخوري اذ لا تفسير سياسي او هدف مخفي لإزالته عن وجه رئيس الوزراء د. عمر الرزاز بسبب خلاف قديم.
وفي شأن اقالة الفاخوري اسرت مصادر رفيعة المستوى لـ”يورابيا “:بأنه يأتي في سياق استبدال الرجل بـ الوزير السابق علاء البطاينة، على رأس صندوق الملك عبدالله للتنمية وهو صهر ولي العهد الأردني الاسبق الأمير حسن بن طلال، عم العاهل الاردني عبدالله الثاني والمقرب من مكتب ولي العهد الحالي الحسين بن عبدالله الثاني،ويأتي ضمن سياقات برغماتية اردنية بحته ولا ترتبط باية دلالات سياسية، وفق المصادر التي فضلت عدم بيان هويتها.

وبالتزامن نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر وصفته بالمطلع،امس ، أن وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) تعتقد أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول.
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة “واشنطن بوست” في وقت سابق، أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) خلصت إلى أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، هو من أمر باغتيال الصحفي جمال خاشقجي في اسطنبول.
يورابيا

نيسان ـ نشر في 2018-11-18 الساعة 10:14

الكلمات الأكثر بحثاً