رمضان في فرنسا .. صور
نيسان ـ نشر في 2015-07-09 الساعة 18:31
شهر رمضان في فرنسا ذات أهمية خاصة بالنسبة للمسلمين هناك، فرغم أنهم يتحملون مشقة صيام يدوم 18 ساعة يوميًا، إلا أنهم يحرصون على أداء طقوسة وإقامة شعائره الدينية دون أن يتعارض ذلك مع طبيعة الحياة هناك.
ويحاول المسلمون في فرنسا خلال شهر رمضان التوفيق بين الصيام عن الأكل والشرب، وبين احترام نظام العمل هناك في ظل ارتفاع وتيرة مشاعر العداء للإسلام لا سيما بعد اعتداءات باريس الأخيرة.
ويتخذ المسلمون شهر رمضان كفرصة للتصدي لظاهرة "العداء" ضدهم والتي تقودها التيارات المتطرفة التي لا زالت تسجل حالات يصفها ممثلوا الديانة الإسلامية بـ"الاستفزازية".
وتحرص الجالية الإسلامية التي يبلغ عددها في فرنسا خمسة ملايين نسمة على ممارسة الأجواء الروحية لهذا الشهر من خلال ممارسة الشعائر الدينية والتضامن الاجتماعي.
وعن أجواء شهر رمضان في فرنسا يلاحظ أنها تكثر في الأحياء الشعبية في العاصمة باريس ذات الغالبية المغاربية، فأحياء "باربيس" و "بال فيل" و"منيل مونتو" تكتظ بالمتسوقين من المسلمين والسياح الذين تجلبهم رائحة التوابل والحلويات و"المشاوي"، فيما يتزايد عدد التجار التونسيين منذ سقوط نظام بن علي، وأغلبهم من حاملي بطاقة اللجوء الإنساني.
وتتنافس الجمعيات الإسلامية على توزيع وجبات مجانية للفقراء والمهاجرين غير الشرعيين ومنها خيمة "شوربة للجميع" التي تجمع التبرعات من المواطنين باختلاف دياناتهم لخلق جو من التعايش داخل المجتمع الواحد ولتعريفهم بصورة الإسلام الحقيقية ويؤمها يوميا 700 شخص.
كما يتزايد إقبال المسلمين على المساجد في فرنسا لأداء الصلاة ولا سيما صلاة التراويح حتى وصلت إلى قرابة ألف مصلى
يوميا.
أما معظم شركات الاتصالات الفرنسية فاعتمدت تقنيات عدة للإعلان عن مواعيد الإفطار والإمساك، كما تبث قناة "لا لوكال" التلفزيونية الآذان طيلة الشهر كسابقة في الدولة العلمانية.
وكذلك وسائل الإعلام الناطقة بالعربية تحاول أن تتوائم مع حلول شهر رمضان من خلال تقديم برامج ثقافية ودينية، وتبث الموسيقى العربية.
أما المقاهي والفضاءات الثقافية الشرقية كمقهى بارباس وبابل الشهيرين بباريس تنظم سهرات لموسيقى القناوي والشعبي والجاز.
وتضع المطاعم على طاولاتها تزامنا مع وقت الغروب حبات من التمر واللبن لجلب الزبائن الصائمين إليها، إضافة إلى وجباتهم المفضلة كالشوربة والحلويات الشرقية.
على صعيد آخر، يستغل الموسيقيون المتجولون فرصة الإفطار وسهرات الشاي حتى الفجر لتقديم أغان تراثية لاستثارة "نوستالجيا" بعض الزبائن لبلدانهم الأصلية.
وفيما يخص الجانب الاقتصادي، ترتفع وتيرة الاستهلاك الغذائي لدى الجاليات العربية والمسلمة خلال شهر رمضان، حيث إن الاستهلاك يزيد بنسبة 30 % بالمقارنة مع بقية أشهر السنة، بحسب تقديرات مراقبين.
ولم تنتفع المحال الإسلامية بصورة كبيرة خلال هذا الشهر، إذ أن المتاجر الفرنسية الكبرى دأبت منذ نحو عشر سنوات على التكيف مع أجواء رمضان، وتحقيق أرباح إضافية وجذب المزيد من المستهلكين المسلمين من خلال إقامة أجنحة خاصة تعرض المواد الغذائية "الحلال"، وخصوصاً اللحوم والدواجن والحلويات والألبان والأجبان وغيرها.
وتشير دراسة نشرها مكتب "سوليس" المتخصص في مجال التسويق 2011 إلى أن بيوت المسلمين تنفق نحو 400 مليون دولار في شهر رمضان، مما جعل المتاجر الفرنسية الكبرى تسعى بشكل كبير إلى إرضائهم من خلال سياسات تسويقية خاصة لحثهم على الإنفاق.