من وحي صابر في سجنه

نيسان ـ الصابر هو من يفعل الصبر بارادته لا من يفرض عليه الصبر كرها وفي التنزيل الكريم يذكر اجر الصابرين لانهم صبروا وهم بكامل ارادتهم فمن لا ارادة له لا يؤجر على صبر ولا يؤخذ بذنب ..وعلى الصبر بإرادة كان للصابرين في الله باب في الجنة.
والإنسان يستعين بالله على الصبر لما في الصبر من مشقة بما يرضيه تعالى وفي مرضاته منفعة للبشر فلا يناله شحم ولا لحم من صبرنا... وهذا شأن العبد مع ربه صبر بإرادة وأجر من رب كريم.. واما الصبر في ما بين البشر فإنه صبر الاحرار يصبرون لدفع البلاء عن الوطن والنفس لا تزلفا عند حاكم ولا طلبا لاجر من العبد فإن زال موجب الصبر سعوا لدفع الضرر بالأرواح ..
وامتحان الصبر من الخالق للعباد في الطاعة والاعمار وقيم العدل موجب للصبر في اقصى حدوده.. واما امتحان الانسان للانسان في الصبر على الظلم والجبروت فله حد وقد اذن للمظلوم ان يدفع الظلم عن نفسه فمن قتل دون وطنه او نفسه أو عرضه أو ماله فهو شهيد امام الله والتاريخ .. وليس لبشر أن يمتحن صبر بشر تجبرا وظلما لأنه امتحان السيطرة والمنفعة الشخصية لا امتحان الاعمار للارض بما يرضي الله ولا ما يرضي الاجيال والاوطان.
والصابرون الاحرار يملكون أرادتهم ويصبرون صبر المحتسب لله أو الاوطان.. واما صبرهم على رغبات البشر فله حدود بحدود الكرامة والمنعة للوطن وكرامة الاجيال
وقد صبر أجداد صابر على ظلم جمعية الاتحاد والترقي التركية ولم يبلغوا حد الصبر وليتهم بلغوا ان هي الا سنوات معدودة فباعوا النفوس رخيصة في سبيل الحرية والكرامة على أن لا تكون الدولة للانجليز والتاريخ يشهد على رفض احرار الأردن الدخول في جيش أبي حنيك فقد رأوا فيه وجها غريبا لا يمكن أن يأتي بخير على الامة.. فيا أيها الفاسدون لا توقفوا الأمل فتنسد السبل في وجه السيل. دعوه وكلوا من خيره فإنه لا يبخل