ذيبان لا بواكي لها يا دولة الرئيس
نيسان ـ نشر في 2018-12-04 الساعة 11:19
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...تفلت ذيبان من غضبة السيول وانجرافات الأودية، بعد أن يستشهد سبعة من أبنائها؛ لتستقر في أحضان الإهمال الرسمي، ثم علينا أن نسلم بفهمهم لفلسفة القضاء والقدر.
أي قضاء وأي قدر ذلك الذي يكشر عن أنيابه بوجه نحو 150 طالبا وطالبة في مدرسة المنسف بلواء ذيبان؟ وهل يصر "القضاء والقدر" على إبقاء فوهة حفرة امتصاصية، فاغرة فاها أمام أجساد غضة طول النهار؟
لماذا ذيبان؟ ولماذا تتعرض قرى ومدارس اللواء لكل هذه القسوة الموحشة وعلى مرأى من الجميع؟.
نسأل هذه الاسئلة ونحن نقف مشدوهين من حجم الكارثة والازدراء الإنساني بحق مجتمع بأسره، وضعته حكومات متعاقبة أمام سلسلة طويلة من الويلات والمصائب، وكلما اعتقد أنه خرج آمنا مطمئنا من كارثة سقط في أخرى أعمق.
يدرس في مدرسة المنسف الأساسية، بلواء ذيبان نحو ١٥٠ طالبا وسط بيئة تعليمية مفقرة، مهددة حياة الطلاب وكادرهم التعليمي بكل لحظة، فلا تصلح لشيء بالحياة سوى للردم الفوري.
يا دولة الرئيس نحن نتحدث عن البؤس والفقر وغياب العدالة وحتى حقوق الإنسان في صورة مكثفة تبرزها مدرسة المنسف منذ سنوات، فيما تواصل الحكومات المتعاقبة سياسة التسويف والمماطلة، وإذا رزقنا بمسؤولين "عيال حلال" تقف الإجراءات بحدود تشكيل اللجان وزيارات ميدانية تنتهي إلا اللا شيء.
ستتكرم علينا هذه الحكومة بزيارة ميدانية يتوسطها مسؤول من وزن وزير أو أمين عام، ثم يتبعها تقرير يشخص الحالة، ويصل إلى أن كلفة الترميم للمدرسة غير متوفرة و أن الملبلغ المخصص من مجلس محافظة مادبا والبالغ 245 ألفا لا يكفي؛ ليواصل الأبناء مواجهة مصيرهم الصعب.
تلك إجراءات حفظتها الناس عن ظهر قلب، بل إنهم يتنبأون بمصير ملف مدرستهم أبنائهم، وانه سيذهب إلى وزارة الأشغال العامة، حيث تنص التعليمات على ضرورة تحويل أي نشاط عمراني تتجاوز ميزانيته 250 ألف دينار إلى عهدة وزارة الأشغال العامة، لغايات الضبط والربط الإداري.
هل تعلم الحكومة أن آخر مدرسة أنشئت في لواء ذيبان، كانت مدرسة ذيبان الثانوية للبنين، عام 2007، بمنحة من جلالة الملك عبد الله الثاني، وأن كل ما تحصل عليه الوزارة من منح و"هبات" من المنظمات الإنسانية والدولية لا يصل إلى ذيبان.
يا دولة الرئيس ندرك تماما أن زيارة الوفد اليوم ستقتصر على مدرسة المنسف دون سواها من مدارس لا تقل خطورة ووجعاً عنها في اللواء؛ لذا سنضع بعجالة تشخيصنا السريع لمشهد لا يزال يئن تحت سياط التعذيب والإهمال.
سنعدد عليكم الوجع الاكاديمي هناك كما نعرفه:
مدرسة لب الأساسية بنين، هو مبنى مستأجر من البلدية، ومصممم كماكتب، وجزء منها تسوية تحت الأرض، لا تصل إليها أشعة الشمس ولا أقدام المسؤولين، أما ساحة مدرسة لب الأساسية للبنات فلا تتسع لاصطفاف الطلبة وحدهم، وهو مبنى قديم ويشهد اكتظاظاً، ومدرسة عائشة أم المؤمنين، عبارة عن منزل، ويفتقر المبنى للساحات والبيئة المدرسية الآمنة، كما تحتاج مدرسة السواعدة الثانوية إناث إضافة مبنى لمواجهة الاكتظاظ المتزايد.
نريد أن نبشّر الحكومة بأن لا قيمة للزمن في مدرسة أم شجيرة الشرقية المختلطة، التي تضطر حتى الليوم لدمج كل صفين بغرفة صفية واحدة، كما انها تفتقر لروضة تريح الاهالي من كلف إرسال أبنائهم مسافة لا تقل عن 17 كيلو متر يومياً.
لنذهب إلى مدرسة إسكان ذيبان، ونقف على وجع الطلاب والاهالي، المبنى مستأجر بلا ساحات ولا بيئة مدرسة آمنة، المشهد بكامل قسوته سيتكرر في مدرسة الشقيق الأساسية، "ذكور بكادر إناث" التي تفتقر للساحة المدرسية.
مدرسة المثلوثة لا تختلف عن شقيقاتها كثيراً، فهي تحتاج إلى إزالة جناح وإضافة آخر، ولا يوجد في مدرسة الموجب رياض أطفال، وعلى المواطنين ممن يدفعون كامل ضرائبهم في تلك المنطقة ان يعدّوأ أنفسهم لمشوار طويل يصل إلى نحو 20 كيلو متر، إن رغبوا بمواجهة إهمال الوزارة، ومنح أبنائهم حق التعليم برياض الاطفال.
وفي جبل بني حميدة يجلسن معلمات مدرسة الجديدة بنات في الممر، إذ الاكتظاظ ابتلع غرفتهن كما ابتلع أيضاً غرفة الحاسوب، ومنذ سنوات تعيش على وعد إضافة ست غرف صفية؛ لاستيعاب الاكتظاظ المجنون في مبناها ، وفي مدرسة النامية تنتشر غرف صفية مبعثرة "كل غرفتين حارة طالبية".
في ذيبان نحو 11 ألف طالب وطالبة، يدرسون في 56 مدرسة حكومية، منها 11 مدرسة مستأجرة، و18 مدرسة خاصة ورياض اطفال، فيما تستمر حاجة الناس معلقة في الهواء لوضع حلول حقيقية أمام معضلة فتح مدرسة للصم والبكم في منطقة الواله، رغم حصولها على كل الموافقات، لكن بيروقراطية المسؤولين تعطّل حصول الناس على حقوقهم، وتكبدهم مبالغ طائلة، مقابل إرسال أبنائهم إلى محافظة مادبا.
بقي أن نضع على طاولة الرئيس حاجة الناس في إيجاد مدرسة زراعية، وضرورة إدراج تخصصات مهنية صناعية إلى جانب تخصص التكييف والتبريد في مدرسة لب، تراعي متطلبات السوق في منطقة تشهد بناء مدينة صناعية ناشئة، وترفد البلدة بأسباب القضاء على آفة البطالة.دولة الرئيس سأكمل لاحقاً حديثاً صببته على طاولتك قطراناً قبل أيام عن علاقة شائكة بين الشباب والمخدرات، بعد أن استيقظوا أمام خيارات صعبة أولها؛ الحبوب والحشيش والمخدرات، وغياب التنمية الحقيقية وثانيها طريق بدا متطرفاً ولا أحد يعرف نهايته.
أي قضاء وأي قدر ذلك الذي يكشر عن أنيابه بوجه نحو 150 طالبا وطالبة في مدرسة المنسف بلواء ذيبان؟ وهل يصر "القضاء والقدر" على إبقاء فوهة حفرة امتصاصية، فاغرة فاها أمام أجساد غضة طول النهار؟
لماذا ذيبان؟ ولماذا تتعرض قرى ومدارس اللواء لكل هذه القسوة الموحشة وعلى مرأى من الجميع؟.
نسأل هذه الاسئلة ونحن نقف مشدوهين من حجم الكارثة والازدراء الإنساني بحق مجتمع بأسره، وضعته حكومات متعاقبة أمام سلسلة طويلة من الويلات والمصائب، وكلما اعتقد أنه خرج آمنا مطمئنا من كارثة سقط في أخرى أعمق.
يدرس في مدرسة المنسف الأساسية، بلواء ذيبان نحو ١٥٠ طالبا وسط بيئة تعليمية مفقرة، مهددة حياة الطلاب وكادرهم التعليمي بكل لحظة، فلا تصلح لشيء بالحياة سوى للردم الفوري.
يا دولة الرئيس نحن نتحدث عن البؤس والفقر وغياب العدالة وحتى حقوق الإنسان في صورة مكثفة تبرزها مدرسة المنسف منذ سنوات، فيما تواصل الحكومات المتعاقبة سياسة التسويف والمماطلة، وإذا رزقنا بمسؤولين "عيال حلال" تقف الإجراءات بحدود تشكيل اللجان وزيارات ميدانية تنتهي إلا اللا شيء.
ستتكرم علينا هذه الحكومة بزيارة ميدانية يتوسطها مسؤول من وزن وزير أو أمين عام، ثم يتبعها تقرير يشخص الحالة، ويصل إلى أن كلفة الترميم للمدرسة غير متوفرة و أن الملبلغ المخصص من مجلس محافظة مادبا والبالغ 245 ألفا لا يكفي؛ ليواصل الأبناء مواجهة مصيرهم الصعب.
تلك إجراءات حفظتها الناس عن ظهر قلب، بل إنهم يتنبأون بمصير ملف مدرستهم أبنائهم، وانه سيذهب إلى وزارة الأشغال العامة، حيث تنص التعليمات على ضرورة تحويل أي نشاط عمراني تتجاوز ميزانيته 250 ألف دينار إلى عهدة وزارة الأشغال العامة، لغايات الضبط والربط الإداري.
هل تعلم الحكومة أن آخر مدرسة أنشئت في لواء ذيبان، كانت مدرسة ذيبان الثانوية للبنين، عام 2007، بمنحة من جلالة الملك عبد الله الثاني، وأن كل ما تحصل عليه الوزارة من منح و"هبات" من المنظمات الإنسانية والدولية لا يصل إلى ذيبان.
يا دولة الرئيس ندرك تماما أن زيارة الوفد اليوم ستقتصر على مدرسة المنسف دون سواها من مدارس لا تقل خطورة ووجعاً عنها في اللواء؛ لذا سنضع بعجالة تشخيصنا السريع لمشهد لا يزال يئن تحت سياط التعذيب والإهمال.
سنعدد عليكم الوجع الاكاديمي هناك كما نعرفه:
مدرسة لب الأساسية بنين، هو مبنى مستأجر من البلدية، ومصممم كماكتب، وجزء منها تسوية تحت الأرض، لا تصل إليها أشعة الشمس ولا أقدام المسؤولين، أما ساحة مدرسة لب الأساسية للبنات فلا تتسع لاصطفاف الطلبة وحدهم، وهو مبنى قديم ويشهد اكتظاظاً، ومدرسة عائشة أم المؤمنين، عبارة عن منزل، ويفتقر المبنى للساحات والبيئة المدرسية الآمنة، كما تحتاج مدرسة السواعدة الثانوية إناث إضافة مبنى لمواجهة الاكتظاظ المتزايد.
نريد أن نبشّر الحكومة بأن لا قيمة للزمن في مدرسة أم شجيرة الشرقية المختلطة، التي تضطر حتى الليوم لدمج كل صفين بغرفة صفية واحدة، كما انها تفتقر لروضة تريح الاهالي من كلف إرسال أبنائهم مسافة لا تقل عن 17 كيلو متر يومياً.
لنذهب إلى مدرسة إسكان ذيبان، ونقف على وجع الطلاب والاهالي، المبنى مستأجر بلا ساحات ولا بيئة مدرسة آمنة، المشهد بكامل قسوته سيتكرر في مدرسة الشقيق الأساسية، "ذكور بكادر إناث" التي تفتقر للساحة المدرسية.
مدرسة المثلوثة لا تختلف عن شقيقاتها كثيراً، فهي تحتاج إلى إزالة جناح وإضافة آخر، ولا يوجد في مدرسة الموجب رياض أطفال، وعلى المواطنين ممن يدفعون كامل ضرائبهم في تلك المنطقة ان يعدّوأ أنفسهم لمشوار طويل يصل إلى نحو 20 كيلو متر، إن رغبوا بمواجهة إهمال الوزارة، ومنح أبنائهم حق التعليم برياض الاطفال.
وفي جبل بني حميدة يجلسن معلمات مدرسة الجديدة بنات في الممر، إذ الاكتظاظ ابتلع غرفتهن كما ابتلع أيضاً غرفة الحاسوب، ومنذ سنوات تعيش على وعد إضافة ست غرف صفية؛ لاستيعاب الاكتظاظ المجنون في مبناها ، وفي مدرسة النامية تنتشر غرف صفية مبعثرة "كل غرفتين حارة طالبية".
في ذيبان نحو 11 ألف طالب وطالبة، يدرسون في 56 مدرسة حكومية، منها 11 مدرسة مستأجرة، و18 مدرسة خاصة ورياض اطفال، فيما تستمر حاجة الناس معلقة في الهواء لوضع حلول حقيقية أمام معضلة فتح مدرسة للصم والبكم في منطقة الواله، رغم حصولها على كل الموافقات، لكن بيروقراطية المسؤولين تعطّل حصول الناس على حقوقهم، وتكبدهم مبالغ طائلة، مقابل إرسال أبنائهم إلى محافظة مادبا.
بقي أن نضع على طاولة الرئيس حاجة الناس في إيجاد مدرسة زراعية، وضرورة إدراج تخصصات مهنية صناعية إلى جانب تخصص التكييف والتبريد في مدرسة لب، تراعي متطلبات السوق في منطقة تشهد بناء مدينة صناعية ناشئة، وترفد البلدة بأسباب القضاء على آفة البطالة.دولة الرئيس سأكمل لاحقاً حديثاً صببته على طاولتك قطراناً قبل أيام عن علاقة شائكة بين الشباب والمخدرات، بعد أن استيقظوا أمام خيارات صعبة أولها؛ الحبوب والحشيش والمخدرات، وغياب التنمية الحقيقية وثانيها طريق بدا متطرفاً ولا أحد يعرف نهايته.
نيسان ـ نشر في 2018-12-04 الساعة 11:19
رأي: ابراهيم قبيلات