حماية الصحفيين ليس من القتل فقط
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-12-04 الساعة 20:39
نيسان ـ القتل برصاصة أو بمنشار أو حتى خنقا،أو بحادث سير مدبر أو السقوط في طائرة بحادث جوي مخطط له سلفا ،يستغرق لحظات معدودات من الألم والمعاناة ،ومن ثم ترقد الروح بسلام في ظل بارئها معززة مكرمة ومع الشهداء والأنبياء والصدّيقين لأن صاحبها قتل غدرا وظلما .
أما بقية أنواع القتل الأخرى والأكثر بشاعة من صور القتل السابقة ،والتي لا تتنبه لها الجمعيات الدولية التي تدعي حماية الصحفيين ،فهي الأكثر إيلاما لأن ألمها ومعاناتها معنوية غير ملموسة ،وهي بالتأكيد أكثر إيلاما من القتل ،وتؤدي في نهاية المطاف وبعد معاناة طويلة إلى الموت كمدا وقهرا ،لأن النفس البشرية تأبى الظلم ،وأشد ما يؤلمها شعورها بالعجز عن رد الظلم الواقع عليها ،بسبب طبيعة الجهات الظالمة وتأثيرها وسيطرتها .
صور القتل التي نتحدث عنها هي الظلم والتهميش والإقصاء والتعسف بحجة أن هذا الصحفي أو ذاك صحفي معارض ،مع أنه ليس معارضا بالفعل ،بل يمتلك عقلا نقديا يمنحه قوة التفكير والتحليل،ويصبح يرى ما يراه الآخرون ،وهذا ما يجر عليه السخط والويلات من الجهات التي لا تريد للعقل النقدي ان يظهر عند أحد أو على أحد،بحجة أنه يقود صاحبه للتمرد.
ولهذا نرى الصحفيين "الموالين "إسما والإنتهازيين أصلا هم الذين يتنعمون بالمكاسب والإمتيازات ،علما أن بعضهم يخطيء في كتابة إسمه إن ترك منفردا في غرفة مغلقة بدون وسائل إتصال،ولكنهم ولما يتمتعون به من طراوة ورخاوة وإنتهازية يتسيدون الموقف ،ويحظون بالدعم والرعاية وهم لا يستحقونها أصلا ،لأن حركتهم وردة فعلهم تشبه تماما حركة الجندي النظامي الذي لا يتصرف إلا بعد تلقيه الأوامر من قيادته ،وعندها تكون النيران قد أكلت الأخضر قبل اليابس ،في حين أن الصحفي الحر صاحب العقل النقدي يتصرف كالفدائي ويذهب لإطفاء النار على سبيل المثال ويعود لمرجعيته يروي لها ما حدث وهناك فرق بطبيعة الحال.
الفزعة العالمية التي نراها لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل غدرا في قنصلية بلاده في إستانبول بالمنشار ،وأذيبت جثته بالأسيد حسب الدلائل المتوفرة حتى الآن،ما هي إلا فزعة كذابة ،لأن العالم الغربي "الحر"الذي يدعي انه صاحب قيم وعدالة ،يسهم يوميا بقتل الآلاف من البشر ،إما عن طريق الحروب التي يفتلها لتسويق إنتاجه الغزير من الأسلحة ،او الموت جوعا لعدم توفير البضائع كالقمح وغيره في الأسواق العالمية ،ورمي الفائض منها في البحر لتلتهمه الأسماك ،حفاظا على مستوى الأسعار وحتى لا تنخفض.
صحيح أننا ضد قتل الخاشقجي وغيره من الصحفيين وغير الصحفيين ،لكننا أيضا ضد الصمت المريب الذي تمارسه الجمعيات الدولية على ما يلحق الصحفيين في العالم وليس في وطننا العربي فقط،وهناك ظلم يصعب وصفه يقع على الصحفيين الغربيين وفي مقدمتهم عميدة مراسلي البيت الأبيض لبنانية الأصل هيلين توماس التي طردت من البيت الأبيض لأنها إنتقدت ممارسات مستدمر إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية.
عموما ورب ضارة نافعة ،فربما حرك دم خاشقجي الراكد على الساحة الدولية وأعادت الجمعيات المعنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين النظر في تقييماتها للواقع الصحفي في العالم أجمع ،وإهتدت إلى طريقة تنصف المظلومين منهم وتوفر لهم الحماية ..عل وعسى ان تصل الرسالة.
أما بقية أنواع القتل الأخرى والأكثر بشاعة من صور القتل السابقة ،والتي لا تتنبه لها الجمعيات الدولية التي تدعي حماية الصحفيين ،فهي الأكثر إيلاما لأن ألمها ومعاناتها معنوية غير ملموسة ،وهي بالتأكيد أكثر إيلاما من القتل ،وتؤدي في نهاية المطاف وبعد معاناة طويلة إلى الموت كمدا وقهرا ،لأن النفس البشرية تأبى الظلم ،وأشد ما يؤلمها شعورها بالعجز عن رد الظلم الواقع عليها ،بسبب طبيعة الجهات الظالمة وتأثيرها وسيطرتها .
صور القتل التي نتحدث عنها هي الظلم والتهميش والإقصاء والتعسف بحجة أن هذا الصحفي أو ذاك صحفي معارض ،مع أنه ليس معارضا بالفعل ،بل يمتلك عقلا نقديا يمنحه قوة التفكير والتحليل،ويصبح يرى ما يراه الآخرون ،وهذا ما يجر عليه السخط والويلات من الجهات التي لا تريد للعقل النقدي ان يظهر عند أحد أو على أحد،بحجة أنه يقود صاحبه للتمرد.
ولهذا نرى الصحفيين "الموالين "إسما والإنتهازيين أصلا هم الذين يتنعمون بالمكاسب والإمتيازات ،علما أن بعضهم يخطيء في كتابة إسمه إن ترك منفردا في غرفة مغلقة بدون وسائل إتصال،ولكنهم ولما يتمتعون به من طراوة ورخاوة وإنتهازية يتسيدون الموقف ،ويحظون بالدعم والرعاية وهم لا يستحقونها أصلا ،لأن حركتهم وردة فعلهم تشبه تماما حركة الجندي النظامي الذي لا يتصرف إلا بعد تلقيه الأوامر من قيادته ،وعندها تكون النيران قد أكلت الأخضر قبل اليابس ،في حين أن الصحفي الحر صاحب العقل النقدي يتصرف كالفدائي ويذهب لإطفاء النار على سبيل المثال ويعود لمرجعيته يروي لها ما حدث وهناك فرق بطبيعة الحال.
الفزعة العالمية التي نراها لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل غدرا في قنصلية بلاده في إستانبول بالمنشار ،وأذيبت جثته بالأسيد حسب الدلائل المتوفرة حتى الآن،ما هي إلا فزعة كذابة ،لأن العالم الغربي "الحر"الذي يدعي انه صاحب قيم وعدالة ،يسهم يوميا بقتل الآلاف من البشر ،إما عن طريق الحروب التي يفتلها لتسويق إنتاجه الغزير من الأسلحة ،او الموت جوعا لعدم توفير البضائع كالقمح وغيره في الأسواق العالمية ،ورمي الفائض منها في البحر لتلتهمه الأسماك ،حفاظا على مستوى الأسعار وحتى لا تنخفض.
صحيح أننا ضد قتل الخاشقجي وغيره من الصحفيين وغير الصحفيين ،لكننا أيضا ضد الصمت المريب الذي تمارسه الجمعيات الدولية على ما يلحق الصحفيين في العالم وليس في وطننا العربي فقط،وهناك ظلم يصعب وصفه يقع على الصحفيين الغربيين وفي مقدمتهم عميدة مراسلي البيت الأبيض لبنانية الأصل هيلين توماس التي طردت من البيت الأبيض لأنها إنتقدت ممارسات مستدمر إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية.
عموما ورب ضارة نافعة ،فربما حرك دم خاشقجي الراكد على الساحة الدولية وأعادت الجمعيات المعنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين النظر في تقييماتها للواقع الصحفي في العالم أجمع ،وإهتدت إلى طريقة تنصف المظلومين منهم وتوفر لهم الحماية ..عل وعسى ان تصل الرسالة.
نيسان ـ نشر في 2018-12-04 الساعة 20:39
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية