اتصل بنا
 

فلحة بريزات تكتب: ذيبان.. سؤال 'المنسف' يكبُــر ليوقظ الأحيـاء الـهادئة

نيسان ـ نشر في 2018-12-08 الساعة 10:18

فلحة بريزات تكتب: ذيبان.. سؤال المنسف
نيسان ـ بين ليـلة وشـروق شمسها كـان الـرسمي يضع المنسف (المدرسة )على خارطة الاهتمام، وقد هوت أفئدة المسؤولين إليها تحت إلحاح اللحظة ومآلاتها, ومع أن الخـارطة الجـغرافية أكرمت المنسف ( البلدة ) وأسكنتها بين منطقتي الغدير والسن* في خط مستقيم , وقد يكون هذا التوسط إطلالة تاريخية على وسمها إلا أن أقدامهم لم تطأ أرضهىا إلا بعد أن أنهار السقف وأرتفع ؟!
سنتجـاوز عن مشـروعية التساؤلات لدينـا إلى عمـق الاغتراب الذهني الـذي أصابنا بـقدرة صـفوة الـقوم على مناداة النائم بالأدراج، وهي تفاصيل بلا شك ستبقى في ذاكرة طلاب المنسف ( الخمسون بعد المئة) وهم يعبرون هندام القادم من عمان إلى ملامح وجوه معلميهم، التي أنهكتها القروض الميسرة والديون المبعثرة, مستحضرين -في ذات المشهد- غلاظة العيش الذي يطبق على أحلامهم الرحيبة .
سـؤال أوحد يُقرأ وهم يثنون صدورهم المورقةِ : هل بؤسنا يجب أن يقف على رؤوس الأشهاد حتى نحظى بشرف الزيارة , وحديث السرايا بعد ربع قرن من غياب بيئة تعليمية آمنة أسوة ببعض أقراننا الذين تجاوزت حظوظهم حد الترف في الرعاية والاهتمام ؟!
يكبُــرالسـؤال؛ ليوقظ الأحيـاء الـهادئة. ألـم يستوقفهم انثيال فواجـعنا ؟ وأين هوالمصب لـعائدات الخصخصة ،والضرائب، ومخالفات السيرالمشروعة والمريبة، والإستجداء على ظـهر فاقتنا ؟ والقائمة ليست بحاجة إلى إجتهاد .
هل فجيعة الفقر وموت الصحة وانثمام التعليم , وغُبن المعلم وقهره غائباً عن سوق أهدافهم ؟ ومـن هم أولى بالاحتضان؟ الجالسون فوق جراحنا، ومن لا يرى إلا ذاته في مرآة ذاته، أم الباسطون أرواحهم؛ لحماية وطن أكلته شراهة الفاسدين.
تصافح المشهد القارص للمدرسة مع قصص مركونة في زاوية الذاكرة الحية قبل أربعة عقود، وأنا أستحضر ملامح المدرسة الوحيدة القابعة على أطراف قريتي, والتي لا يفصلها عن المنسف غير تعرجات طبيعية، حينذاك كانت أحلامنا كأحلامهم يافعة والرضى سيد الحال؛ لعدالة الاهتمام من لدن القرار، أو هكذا كانت تبدو الأمور للقاطنين على أطراف السيول والسهول والمبعدين عن قلب العاصمة عاطفياً وجغرافيا.
سيمضي طلاب المنسف إلى مدرسة جديدة نواتها ست غرف صفية فرحين ينظرون الى الوراء فقط ؛ لـوداع مدرستهم الحـنونة ذات الأربعة وعشرين عاماً، والتي فتحت لهم باب الفكر واليقظة, وحين يكبرون وتتداخل تفاصيل رحلة الظلم والعلم مكونة تفاهمات بين المتضادات في دواخلهم ، سيتذكر حينها طلاب المعاناة والقرى المنسية فقط من كان بحجم وصفي" الشهيد" وهو الأمل المفقود وغير المولود.
ونحن على أطراف عامٍ جديدٍ، ورغم تباينات القول والفعل لدى القرار وصناعه نقول: جميل اشتباكنا مع أهل الفضاء ، لكن الأبقى والأجدى البحث عن علل الشعب وسيل أزماته، وجسرالفجوة بين طبقات أهل الأرض ؛ حتى لا نفقد بوصلة الخير والعطاء , ولا تبقى الأبواب مفتوحة على مصاريعها لجموع جديدة من الفقراء في ظل النهضة الجديدة المرسومة .
• من قرى قضاء مليح / ذيبان

نيسان ـ نشر في 2018-12-08 الساعة 10:18


رأي: فلحة بريزات كاتبة

الكلمات الأكثر بحثاً