اتصل بنا
 

ليست شيزوفرانيا (روية)

نيسان ـ م. مصطفى نعمان ـ نشر في 2015-07-11 الساعة 07:16

x
نيسان ـ

كنت في فترة الدراسة أقيم في الإسكندرية وكانت فترة الجامعة بها من الاحداث والتجارب تركت بصمة غائرة في نفسى , من بين تلك التجارب ما مررت به مع صديق لى كان يدعى وجدى عبد العظيم .

دخل على وبلا مقدمات القى السلام وقبل ان يجلس

بادرنى وجدى بقوله: أننى اخترتك دون الاخرين كى أبوح لك بسر من ادق الاسرار لا يعلمه الا قلة قليلة في العالم هذه الأيام

فقلت له : وما هو ؟...... قلت ذلك بحدة

ولكنه اكمل حديثه ولم يعرنى اى اهتمام

واكمل : وسوف تتكشف حقائق في الفترة القادمة تؤكد صدق كلامى هذا ...... ذلك سر بينى وبينك لا يطلع عليه احد غيرنا

قلت : وما هو ذلك السر الخطير الذى لا يعلمه احد ؟

رد وجدى : لا تتصور مدى خطورة هذا السر و يمكن جدا ان يسبب اذى لكل من يعرف به بطريقة غير شرعية

فقلت له: الامر لا يعنيني حتى افشيه لغيرى - اريد ان اشعره بعدم حماسى للموضوع-

لكنه ظل يلح ليأخذ العهود والمواثيق كى لا ابوح باى حرف سوف اسمعه منه لاحد

وانا اعده واقسم له وانا جاد في الامر دون ان ادرى ما سوف يخبرنى

قال صراحة : انا مراقب . وسكت

فسالته: ماذا تعنى بكلمة مراقب ؟

فقال لى: بكل بساطة هناك من يراقبني - وسكت مرة أخرى

قلت في نفسى لعله يريد ان يرى رد فعلى اولا قبل ان يسترسل في الحديث ولكنى اطبقت فمى ولم اعقب

كان وجدي وسط مأساة حقيقية تستحوذ على كيانه كله وينغمس فيها انغماسا

كان في وادى اخر كان يعيش في عالم غريب يطبق عليه ويعتصره عصرا

قلت له : كلنا مراقبون يا صديقى فلا تكترث ولا تنغص عليك حياتك - أحببت بذلك ان اشعره انه ليس وحده

ثم أكملت : اننى اشعر في بعض الاوقات ان هناك من يمشى ورائى واشعر بخطواته

ولكنه شعر بضيق شديد مما ظن اننى فهمته من كلامه

فقال لى : ليس كما تظن وانا لست احدثك عن امر بسيط كهذا ولكنى احدثك عن امر في غاية الاهمية

حدثت بلبة في عقلى وبدأت اترنح في داخلى دون ان يبدو ذلك

فقلت له : اننى لا اعى كثيرا مما قلت

فبادرنى بقوله : أننى سئمت تلك المراقبة ولم اعد اريدها واطلب منهم ان يتوقفوا عن مراقبتي لأنني وانا جالس وحدى لماعد استطع ان استذكر دروسي ولا انام وهم يلاحقوني حتى وانا في الحمام

فقلت له : ماذا تقول ؟ من هؤلاء !! هل هم القائمين على ادارة الجامعة ؟

فقال لى باستخفاف : لا لا ... ليس هذا

رددت عليه باهتمام : هل امن الدولة نصبوا كاميرات خفية في غرفنا كى يراقبونا

رد بانفعال : ولا حتى هذا

لم اعقب وتركته يكمل

فقال لى : بل انهم يراقبونني منذ ولادتي وهذا سر ليس على مستوى مصر فحسب بل على مستوى العالم كله ولا يعلمهسوى اشخاص قليلون ربما يمكن عدهم على اصابع اليد الواحدة

وهنا رفعت الراية وتحولت الى المستمع الرصين الذى يتلقى وليس له تعليق

قلت له بشغف : احكى لى القصة من اولها يا صديقي كى استوعب الموضوع جيدا لاننى فى حيرة من امرى وبدا يسرد لىاغرب قصة يمكن ان يسمعها احد في حياته

سالنى : الم تسمع ان هناك قدرة حاليا تم اختراعها تستطيع ان تصور كل شئ وتخرق الجدران وتعرف

ما يدور في البيوت المقفلة وان هناك خبر قد تداول في الاوساط ان امريكا لديها من الأقمار

الصناعية ما تستطيع ان ترى حركة الناس في شوارعهم وحتى في بيوتهم

قلت : سمعت عن هذا

كان ذلك بالنسبة لى وقتها وممن يدرسون الامور العملية لا ننكره وكنت اعلم انه من الممكن ان يكون هناك شئ من هذاالقبيل

قال : عظيم أنا واحدا ممن اختاروه كى يدرسوا حالته من وقت ولادته وان يعدوه اعدادا جيدا ولا ادرى لماذا ولا كيف ولكنهم يختارون اشخاص معينين لهم صفات مختلفة عن الاخرين ويعلمون انهم سوف يكون لهم شان في المستقبل

نظرت اليه متفحصا اريد ان ارى شيئا في هيئته توحى بما يقول فلم اجد ثم نظرت اليه مرة اخرى اكثر تمحيصا لعلى اجد فيهما يريب وايضا لم اجد

لاحظت انه فهم نظراتى له وعلم ما يدور في عقلى

فاردف بقول : في البداية لم احس بما يدور ولا بمن يراقبونني ولكن منذ ان بدات الاشارات تاتينى حتى تيقنت ان الامر صحيح, في البداية كنت سعيدا جدا وكنت اتبادل معهم الاشارات

واكمل حديثه

كانت اول مرة استقبل فيها تلك الاشارات كنت اجلس مع أهلي ناكل على الطبلية الخشب وكان هناك برنامج تليفزيوني يأتيكل يوم وكانت تقدمه المذيعة المشهورة التى اسمها نجوى ابراهيم اخذت تتحدث في موضوع البرنامج وفجأة تغير حديثهاوبدات تتحدث عن المراقبون وانهم يعرفون انفسهم جيدا ثم تحدثت عن انهم يستطيعون ان يعرفوا تحركاتهم لحظة بلحظة

كان هذا الحديث ليس له علاقة بموضوع البرنامج فانتبهت للحديث

وأخذت اتنبه لما تقول شيئا فشيئا ولكننى كنت اجلس امام الطبلية وادير ظهرى للتليفزيون وانا انصت جيدا لما تقول ولمالتفت اليها

فجأه لم اكن اتوقع ان تقول ذلك ولكنها حاولت ان تعرفنى انها ترانى فقالت تلك العبارة والتى اصبحت بعدها متاكدا اننىمن الذين يراقبونهم

لانها قالت : لماذا تدير ظهرك ؟

واردفت : انت تعرف نفسك التفت لى ارجوك وانا اتكلم

فالتفت فرأيتها تغمز لى بعينها وابتسمت ثم اكملت البرنامج حتى لا يلاحظ احد انها توجه كلامها لى

كل هذا وانا لا أنبس ببنت شفه وفمى مفتوح على مصراعيه كالابله او كالذى لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم

ثم قال : اننى اخترتك لاخبرك بذلك حتى عندما يعلنون هذا تكون متاكدا مما اقوله لك وانا اجد فيك شيئا مما يعرفوه عنىوانه ربما في وقت لاحق عندما يتصلون بى سوف أخبرهم عنك واطلب منهم ان تكون معنا

فسارعت أقول : فين , فين ارجوك قول لى فين

قال : لا اعلم ولكن تاكد اننى لن انساك وسوف اخبرهم انك تعلم بالموضوع لعلهم يلحقون بك بعض المهام

قلت له : لا ياسيدى انا راضى ان اكون من عامة الشعب واترك لك الزعامة..... مالى شان بهذا ...وقلت ذلك بنبرة واثقة حتى لايلحظ او يستشعر بالاستهزاء في كلامى ثم بدا يسرد مشواره مع تلك المراقبة

فقال : ان نجوى ابراهيم هى همزة الوصل بينى و بينهم وقد أخبرتني بذلك في احد الايام

قلت : مقاطعا هل اتصلت بك ؟

قال : نعم

قلت : عن طريق التليفون ...

لم يكن في قريته تلك النائية سوى تليفون واحد بدوار العمدة او سنترال بسيط لا يتلقى غالبا اى اتصال طوال السنة ....

ولكنه رد : لا بنفس الطريقة عن طريق البرنامج الذى تقدمه

فقلت : كيف لك ان تعرف انها تكلمك انت؟

قال: عندما تتحدث فى موضوع معين ثم فجأة تقول كلام ليس له علاقة بالموضوع فيكون هذا موجها لى ويكون عبارة عنرسالة يريدون ان تصلنى

ثم تابع حديثه : اكون جالسا اشاهد التليفزيون واكون غير منتبها اراها تحاول بكل الطرق ان تلفت انتباهى لدرجة انها تقول:انظر لى ولا تحول بصرك عنى ثم تبدا في الحديث معى دون ان يحس من حولى واكون سعيدا جدا ولما تقول شيئا وابتسماراها تغمز لى بعينيها لانها ترانى وان الكاميرا التى امامها بها شاشة تظهر فيها صورتى

قلت له : كل هذا جميل جدا وليس فيه شئ الست يا سيدى معجبة بك وتحاول ان تلفت نظرك اليها ايه المشكلة- قلت لههذا على سبيل المحاورة واننى اريد ان اجاريه فيما يقول على اساس اننى من عامة الشعب الذين لم يختاروا للمراقبة

استنكر ذلك وكأنه ظن أننى قد لا اكون مستوعبا لهذا الحدث الجلل وان الموضوع الذى يحدث له فوق مستوى عقلى كىاستطيع استيعابه

فقال لى : لاطبعا هى لم تفعل ذلك لنفسها لانها انسانة متزوجة وهى محترمة ولا يمكن ان تفعل شيئا خطا

فقلت في نفسى ربما احبها لكثرة مشاهدة برامجها وهى كانت مقررة علينا في تلك الفترة حتى كنا نظن اننا لو فتحناالنملية (دولاب في المطبخ يوضع فيه الاطباق وأدوات الطبخ ) سوف نجدها

بادرنى قائلا: لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل اصبحوا يراقبونني وان نائم وانا في الحمام وانا اصلى وانا جالس مع اسرتى بلكانوا يراقبوننى وانا في القطار

قلت وانا في غاية الغليان الداخلى : كيف ؟

قال : كنت جالسا في القطار ويجلس معي باقي الركاب وكنت سارحا قليلا فرايت شخصا شكله لا يبدوا عليه مشقة السفروانه دخل القطار في تلك اللحظة ولم يكن القطار واقفا في محطة بل كان يسير بسرعة كبيرة وعندما اقترب منى نظر الىنظرة فاحصة واخذ ينظر الى دون غيري من الذين يجلسون بجوارى وعندما هم ان يبتعد عنى ابتسم ابتسامة ليخبرني انهممسرورون منى جدا ثم التفت ورائي كى افهم منه ما يريد ان يخبرني به فلم اجده

قلت : اختفى ؟

قال : لم يكن له اثر فعلمت انهم ارسلوه يطمئنونني فأخذت ابتسم وكنت فرحان جدا والناس تنظر الى وهم مستغربون مماافعل لانهم لا يعلمون

ثم قال : وكنت عندما ينظرون الى بدهشة اضحك اكثر فيزداد تعجبهم فالتمس لهم العذر لانهم لا يعلمون شيئا فارثىلحالهم ثم اقول لهم بعدين بعدين سوف تعلمون كل شئ وانزل الى حال سبيلى وهم مشدوهون مما يسمعون منى ظنامنهم اننى مجنون

يا مثبت العقل والدين يا رب ....... قلت في نفسى وتركته ينساب في غيه

وهو يقول لى : هل تعلم كيف دخلت كلية الآداب؟

قلت : لا

قال :اننى كنت اريد ان ادرس حقوق مثل اخى الأكبر ولكن عندما كنت اكتب رغبات التنسيق وكانت نجوى في التليفزيون وفجأةقالت ادب .......... فكتبت آداب اسكندرية ..... وعلمت انهم يريدونني ان ادرس في كلية الآداب رغما عنى

ثم استطرد : في الايام الاخيرة زادت المراقبة بشكل لم اعد احتمله وضقت ذرعا

قلت له : كيف ؟

قال لى : زادت لدرجة انهم اصبحوا يطلبون من السيارات التى تسير في الشارع ان يدقون الاجراس ويهتفون بأسمىبالأجراس كلما مررت في الشارع وكنت اشاور لهم ان يتوقفوا حتى لا يحس احد

الا انهم لم يعودوا يسمعون كلامى ولم يعودوا يتوقفون عن دق الاجراس كلما نزلت الى الشارع حتى اختفى عنهم و هذا اصبح فوق احتمالى

وقال : وأنا جالس في الغرفة وحدى وهم يراقبونني فاشير لهم ان يتوقفوا لاننى لم اعد استطيع المذاكرة لكنهم لا يابهونلما اطلب منهم

تحول الحديث الى خزعبلات ............ وانا أقول لنفسى مالى انا وهذا الجنان

تابع كلامه : أننى قد وصلت الى المرحلة التى سوف يتصلون بى بعدها وانا الان انتظر بين لحظة واخرى ان يأتون ليأخذونيالا اننى لست مستعدا ان اذهب معهم

قلت له: ولماذا وانت تنتظر هذا الامر بفارغ الصبر ؟

قال : نعم ولكن تغير شئ الان ولا استطيع ان <span lang=

نيسان ـ م. مصطفى نعمان ـ نشر في 2015-07-11 الساعة 07:16

الكلمات الأكثر بحثاً