يا حريمة ..'ظبوا جيشكو ظبوه'
نيسان ـ نشر في 2018-12-15 الساعة 13:06
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...ظل الأردني منحازاً طوال جوعه وفقره إلى المرأة؛ فهي الملاذ، وهي الحب، وهي المسرّة، وهي البهجة، وهي الأم، وهي إطار رقيق من إنسانية شفيفة، تذكي بأنفاسها وهمسها قيم العطاء والإنجاز والقفز عن الصغائر.
أمس، انصدم الجميع وهم يرون امرأة بينهم لا تشبه بناتهم وشقيقاتهم وأمهاتهم، هي خارجة من أزمان تعتاش على الكذب، ودس السم في الدسم، لغايات رخيصة ودنيئة في خلط الحابل بالنابل، وتشويه صورة المرأة الحراكية وأهدافها ورسائلها.
في شريط فيديو منتشر على صفحات التواصل الاجتماعي، تظهر صبية محاولة استفزاز الشرطة ورجال الدرك الذين ردوا على كل هياجها وصراخها بجملة أردنية واحدة : يلا يا خية.
"يا خية" لمن لا يعرفها، هي جملة أول المودة، وعتبة الوئام، وشرفة القربى..لكنها قيلت لمن لا يستحقها.
في مشهد الشابة المأزومة تتقافز الشياطين وتتراءى لنا على هيئة مبتذلة، تقول الصبية موجهة خطابها لرجال الأمن والدرك : هات وجهك ليش تخبيت زي الحريمة..لف وجهك على الكاميرا يا حريمة؟.
الأردني يغضب، ويغضب حد الوجع إذا شبّهته بالمرأة، وسلبت منه رجولته وهيبته، فكيف إذا لبس الشعار وتحزم السلاح؟.
لكن الجواب جاء حكيما ومختصرا ، جاء من هناك "توكلي على الله".
الشابة مصرّة على إكمال دورها في مشهد غاية في الاستفزاز، فواصلت نشاطها قائلة: الخبزة مش لاقيها وانت تشحدها من صاحبك ..يلعن أبوه اللي علقلك الرتبة.
مشهد "العهر السياسي" لم يحتمله شاب شهم كان لصيقا بالشابة، فنفى جملة وتفصيلا حديثها، وأن أحدا لم يعترض طريقها، وأن كل ما تقوله على شاشة الكاميرا مجرد كذب مدفوع الثمن.
"ظبوا جيشكو ظبوه"، بهذه الجملة ختمت الشابة مشهدها السينمائي، لتسقط مدوية في بركة آسنة من السخط الاجتماعي الذي يتقبل منك أي شيء إلا أن تسيء للجيش، فالجيش سياجهم وهم عتاده.
نرفض الإساءة والاعتداء على شباب الحراك السلميين، والمطالبين بأهداف وطنية، ونقف إلى جانبهم، ونرفض أيضاً استفزاز المؤسسات الأمنية بمناكير حراكية متلونة، لا يردعها إلا محاكمة عادلة بعد أن أحدثت شرخاً في أمننا القومي.
وأنا أتصفح الفيديو رحت بعيداً إلى الشهداء الأبرار ممن قدموا أرواحهم ليبقى الأردن فواحاً بالحب، فتذكرت العقيد الركن سائد المعايطة، والملازم فيصل السعيدات الذي استشهد في الكرك وهو يحاول فتح الشارع الرئيسي وتنظيفه من الإطارات المشتعلة، ليترك خلفه خمسة أبناء، وتذكرت نارت نفش في معان، الذي بقى حسرة في قلب أبيه وامه، وتذكرت آخرين ممن آمنوا بالأردن وترابه، وقبضوا على خبزهم وتاجهم وسط رمال متحركة.
أمس، انصدم الجميع وهم يرون امرأة بينهم لا تشبه بناتهم وشقيقاتهم وأمهاتهم، هي خارجة من أزمان تعتاش على الكذب، ودس السم في الدسم، لغايات رخيصة ودنيئة في خلط الحابل بالنابل، وتشويه صورة المرأة الحراكية وأهدافها ورسائلها.
في شريط فيديو منتشر على صفحات التواصل الاجتماعي، تظهر صبية محاولة استفزاز الشرطة ورجال الدرك الذين ردوا على كل هياجها وصراخها بجملة أردنية واحدة : يلا يا خية.
"يا خية" لمن لا يعرفها، هي جملة أول المودة، وعتبة الوئام، وشرفة القربى..لكنها قيلت لمن لا يستحقها.
في مشهد الشابة المأزومة تتقافز الشياطين وتتراءى لنا على هيئة مبتذلة، تقول الصبية موجهة خطابها لرجال الأمن والدرك : هات وجهك ليش تخبيت زي الحريمة..لف وجهك على الكاميرا يا حريمة؟.
الأردني يغضب، ويغضب حد الوجع إذا شبّهته بالمرأة، وسلبت منه رجولته وهيبته، فكيف إذا لبس الشعار وتحزم السلاح؟.
لكن الجواب جاء حكيما ومختصرا ، جاء من هناك "توكلي على الله".
الشابة مصرّة على إكمال دورها في مشهد غاية في الاستفزاز، فواصلت نشاطها قائلة: الخبزة مش لاقيها وانت تشحدها من صاحبك ..يلعن أبوه اللي علقلك الرتبة.
مشهد "العهر السياسي" لم يحتمله شاب شهم كان لصيقا بالشابة، فنفى جملة وتفصيلا حديثها، وأن أحدا لم يعترض طريقها، وأن كل ما تقوله على شاشة الكاميرا مجرد كذب مدفوع الثمن.
"ظبوا جيشكو ظبوه"، بهذه الجملة ختمت الشابة مشهدها السينمائي، لتسقط مدوية في بركة آسنة من السخط الاجتماعي الذي يتقبل منك أي شيء إلا أن تسيء للجيش، فالجيش سياجهم وهم عتاده.
نرفض الإساءة والاعتداء على شباب الحراك السلميين، والمطالبين بأهداف وطنية، ونقف إلى جانبهم، ونرفض أيضاً استفزاز المؤسسات الأمنية بمناكير حراكية متلونة، لا يردعها إلا محاكمة عادلة بعد أن أحدثت شرخاً في أمننا القومي.
وأنا أتصفح الفيديو رحت بعيداً إلى الشهداء الأبرار ممن قدموا أرواحهم ليبقى الأردن فواحاً بالحب، فتذكرت العقيد الركن سائد المعايطة، والملازم فيصل السعيدات الذي استشهد في الكرك وهو يحاول فتح الشارع الرئيسي وتنظيفه من الإطارات المشتعلة، ليترك خلفه خمسة أبناء، وتذكرت نارت نفش في معان، الذي بقى حسرة في قلب أبيه وامه، وتذكرت آخرين ممن آمنوا بالأردن وترابه، وقبضوا على خبزهم وتاجهم وسط رمال متحركة.
نيسان ـ نشر في 2018-12-15 الساعة 13:06
رأي: ابراهيم قبيلات