اتصل بنا
 

الشرشف: انكشاف الدلالة تحت غطاء الرمز

كاتب صحافي وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2018-12-15 الساعة 14:25

نيسان ـ يبدو مطلب الحجة التي في الفيديو بسيطا عند الناس، بوصفها غاضبة من قضية ربما لا يجب الالتفات إليها، لكنها من وجهة نظر إنسانية فهي تعبر عن فكرة وليس عن قيمة مادية للشرشف، فكرة الهدية والتصرف بها على غير الوجه الذي أُهديت من أجله، وهذه قضية مهمة على المستوى الإنساني، لأن "الهدية لا تُهدى ولا تُباع".
القصة على المستوى الأدبي تحولت إلى حالة رمزية تلبس قناعا لتكشف عن جوانب سياسية قد يكون الكشف عنها من المحرمات، أو استخدام الرمز للسخرية ضمن أوعية حاملة لدلالات متعددة، فالحجة قد تكون امرأة وقد تكون مجموعة وقد تكون شعبا بكامله، والشرشف قد يكون قطعة قماش وقد يكون شركة أو مؤسسة وقد يتحول إلى وطن، أما "الكنّة" فقد تكون امرأة بسيطة وقد تكون وزيرة أو أميرة أو ملكة، والابن قد يكون موظفا أو مسؤولا أو وزيرا أو أميرا أو ملكا، حيث يتسع الرمز تحت الغطاء لانكشافات متعددة بحسب المتلقي.
عملية البحث عن الشرشف لا تهدف لإيجاده، بل المطلوب أن يبقى البحث مستمرا، ليكشف عن دلالات جديدة، وليستر أي دلالة قد يكون التعبير عنها ممنوعا، أو يعرض صاحبها للملاحقة، وبخاصة مع الحديث عن قانون الجرائم الإلكترونية. فلم يعد الشرشف قطعة قماش رخيصة السعر، بل أصبح تعبيرا غاليا قد يكلف صاحبه ثمنا باهظا في حالة الانكشاف ...... صحيح أن الشرشف يتستر بالرمز لكنه يكشف الدلالة بكل وضوح وبلا غموض.
يبقى الشخص الذي صور الفيديو مختفيا، ومقصده مفتوحا على كل الاحتمالات، ومعرقته قد لا يكون لها أي فائدة، لأن صورة الشرشف جعلت القصة مكتملة الأركان، وبخاصة أن الحجة تعرف لمن أهدته كنتها.... والمشكلة الأكثر تعقيدا هي عدم القدرة على منع النشر في القضية، لأنها تبقى قضية شرشف فقط.

نيسان ـ نشر في 2018-12-15 الساعة 14:25


رأي: د. يوسف ربابعة كاتب صحافي وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً