اتصل بنا
 

صفقات التبادل.. الثمن الباهظ والخيارات المفتوحة (تقرير)

نيسان ـ ترجمة المركز الفلسطيني للإعلام ـ نشر في 2015-07-11 الساعة 23:27

x
نيسان ـ

ركزت القناة السابعة، السبت، على تصريحات قيادة حركة حماس التي أكدت فيها أنه "لن يكون هناك أي حوارأو معلومات عن الإسرائيليين المفقودين حتى تطلق إسرائيل أسرى صفقة شاليط كشرط مسبق".

وأضافت القناة، "يواصل قياديّو حماس للتعبير عن بيانات موحدة وحاسمة حول المفقودين الإسرائيليين، بينهم مدنيان وجنديان من الجيش الإسرائيلي المحتجزين في غزة".

محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قال إن "حماس مستعدة لإجراء نقاش حول قضية المفقودين من الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة، ولكن بعد أن تفرج إسرائيل عن سجناء صفقة شاليط الذين اعتقلوا مرة أخرى، وتلتزم أنها لن تعتقلهم بعد ذلك".

وبالأمس زار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عائلة المفقود "أبراه منجستو"، وقال: "جئت قبل حلول السبت لأكون معكم، نحن نعمل كل ما بوسعنا لإعادته إلى عائلته، ونحن موجودون في تواصل مع عائلة إسرائيلي آخر بهدف إعادته هو الآخر لبيته، نحن أمام عدو قاسٍ جدا، يرفض المبادرة الإنسانية لإعادة مواطنين أبرياء إلى عائلاتهم، ولن يهدأ لنا بال وسنعمل ما باستطاعتنا".

وذكرت القناة الثانية نقلا عن والد جلعاد شاليط مخاطبا عائلة منجستو: "نحن تعاملوا معنا بطريقة مذلة ومهينة كما يمكنني أن أقول، نحن لسنا من أصول أثيوبية، وبقينا لمدة خمس سنوات حتى عاد إلينا ابننا جلعاد".

وقال مسؤول ملف التفاوض "ليئورلوتان": "أريد أن أؤكد للعائلة مرة أخرى أننا بكل الطرق وبالتعاون مع العائلة ومع كل مرافق الدولة، نعمل من أجل تحقيق المهمة وإعادة منجستو سالما إلى بيته وعائلته".

وبحسب ما ذكرته القناة الثانية عن رئيس الشاباك سابقا وعضو الكنيست الحالي عن حزب "يوجد مستقبل" يعقوب بيري يدعو إلى اجتماع طارئ للجنة الخارجية والأمن لمناقشة أمر الأسيرين بغزة، ويصف أداء الحكومة بشأنهم بأنه "فشل خطير ومتواصل".

ونقلت صحيفة "معاريف هشبوع" العبرية عن نتنياهو قوله عقب تعيين لوتان إن "إسرائيل ملتزمة بإعادة المفقودين لبيوتهم".

رضوخ صهيوني

ويرى مختصون في الشأن الصهيوني أن حكومة الاحتلال كعادتها تغير الحقائق والوقاع وتكذبها في بداية الأمر، واصفة الأسرى الصهاينة بأنهم "مواطنون ويجب على حماس أن تطلق سراحهم دون شروط، كما أنها تحاول أن تبتز أهالي المخطوفين وتهددهم من أجل التزام الصمت كي لا تدفع حكومة الاحتلال ثمنا باهظا لعودة أبنائهم".

وأضاف محللون، إن "الإعلام الإسرائيلي يمهد الطريق أمام الشارع من خلال نشر المواد التي تتحدث عن صفقات تبادل الأسرى مع جنود أو رفات لجنود، لتقبل أي ثمن ستدفعه حكومته، أو محاولة منها أن تناغم حكومة الاحتلال لامتصاص غضبة غير متوقعة".

وتأكيدًا لذلك؛ نشرت صحيفة يديعوت تقريرًا تحت عنوان "ثلاثون عاما، و4 صفقات كبرى لتبادل الأسرى، فهل ستكون صفقة لإطلاق سراح الإسرائيليين في غزة؟".

وذكرت الصحيفة أنه "خلال الصفقات السابقة صرح مسؤولون أنه لن يكون هناك إطلاق سراح لأسرى فلسطينيين، ومع ذلك تمت الصفقات بالشروط التي وضعتها الجهة الخاطفة، فإسرائيل عملت صفقات تبادل ليست بسيطة، وكثيرا ما سمعنا أنه لن يكون هناك تبادل في صفقات قادمة".

وأضافت الصحيفة: "المواطن منغستو بعد أن كان في عداد المفقودين، اتضح عقب عشرة أشهر أنه مختطف بيد حماس في غزة. التاريخ يبين أن الكلام شيء والأفعال شيء آخر، ومع ذلك، سنّ الكنيست سابقا قانونا يحظر الإفراج عن الفلسطينيين، واليوم قد تغير الأمر".

وعادت الصحيفة بعد يوم واحد من نشر خبر غياب إبراه منغستو، وهو من سكان عسقلان، ومن أصل إسرائيلي وآخر بدوي، "يمكننا القول الآن وربما لا يتم التفاوض على عودة اثنين وعودة جثتي الرقيب أورون شاؤول، وهدار غولدن اللذين قتلا في الجرف الصامد" على حد زعم الصحيفة.

وتتابع "في الصفقات السابقة تم تبادل جثث مع جثث أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل في مقبرة الأرقام، وعند النظر في احتمال وجود صفقة مستقبلية تعيد فيها إسرائيل جثتي اثنين من الجنود والمواطنين الإسرائيليين، لم يتغير شيء واحد، وافق الكنيست في وقت سابق على سن قانون يحد من إطلاق سراح قتلة، والذي تقدم به عضو الكنيست "ايليت شاكيد"، والتي تشغل الآن وزير القضاء، وأعضاء الكنيست الآخرين".

واستعرضت الصحيفة باستفاضة، الصفقات السابقة مع الاحتلال:

ففي 21 مايو 1985 عقدت "صفقة أحمد جبريل" وربما قد تكون أكثر الصفقات أهمية؛ إذ إنه وخلال حرب لبنان الأولى تم القبض على ثلاثة جنود إسرائيليين، من قبل القيادة العامة للجبهة الشعبية بقيادة أحمد جبريل، والجنود هم (يوسف جروف ونسيم سالم وحيزي شاي)، ولفترة طويلة لم يعرف أحد مصير الجنود الثلاثة حتى اعترفت منظمة أحمد جبريل بأنها هي السؤولة عن خطف الجنود، وبعد مفاوضات مطولة في جنيف تم الموافقة على تبادل الأسرى، والتي أطلق الكيان من خلالها سراح 1150 أسيرًا مقابل الجنود الثلاثة، وكان من أهم من تم الإفراج عنهم في الصفقة، الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس.

أما الصفقة الثانية فكانت في 29 يناير 2004، بعد 4 سنوات من قيام حزب الله باختطاف ثلاثة جنود بعملية عند السياج الفاصل هم (بيني ابراهام وعمر سواعد، وعادي أبيتان) وبعد ذلك بأسبوع أعلن حسن نصر الله أن منظمته تحتجز أيضا العقيد احتياط (الحنان تننباوم)، وبعد عام من التفاوض الحقيقي تم الإفراج عن 401 أسير فلسطيني وأربعة عناصر وقيادات من حزب الله، أبرزهم "عبد الكريم عبيد"، ومسؤول في حركة أمل "مصطفى الديراني"، كما شملت الصفقة 60 جثة لبنانية.

حرب لبنان الثانية

12 يوليو 2006 هاجم حزب الله سيارتين لجيش الاحتلال أثناء عملية أمنية للجيش، وخطفوا (إيهود غولد فاسر والداد ريغيف)، كما قتل ثلاثة جنود في الحادثة أيضا، وبعد الاختطاف أعلن الكيان الحرب على لبنان.

وفي يونيو 2008 كانت الصفقة الثالثة، بعدما يقرب من عامين على الاختطاف، قررت حكومة الاحتلال برئاسة رئيس الوزراء إيهود اولمرت تنفيذ الصفقة التي تمت تسويتها على جثث الجنديين، وفي 16 يوليو من العام نفسه أفرجت "إسرائيل" عن خمسة أسرى من حزب الله من ضمنهم الأسير سمير القنطار إضافة إلى 190 جثة مقاتل من حزب الله.

جلعاد يعود إلى بيته

وفي 25 حزيران قام 2006 وقع الحادث البارز، إذ قام مقاتلو القسام بهجوم على معبر "كيرم شالوم" أدى إلى اختطاف جندي في كتيبة الدبابات، وهو العريف جلعاد شاليط، وعلى مدى خمس سنوات بقي محتجزا في الأسر.

وفي أكتوبر 2009، بعد أكثر من ثلاث سنوات على الاختطاف، نشرت حركة حماس فيديو لمدة دقيقتين ونصف، والتي أظهرت فيه شاليط يرتدي الزي العسكري، سليم العقل، حتى في بعض الأحيان يبتسم بخجل، وكان هذا الفيديو على ما يبدو الزناد الذي سرع صفقة تبادل الأسرى.

وبعد عامين بالضبط من نشر الفيديو، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوعقد الصفقة الفعلية، وإعادة الجندي شاليط إلى بيته، مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا بمن فيهم مقاتلون "أيديهم ملطخة بالدماء"، على حد تعبير الصحيفة.

وفي 18/6/2014 أعاد الجيش اختطاف محرري صفقة شاليط على إثر عملية خطف المستوطنين الثلاثة على يد أعضاء من حركة حماس وقتلهم.

نيسان ـ ترجمة المركز الفلسطيني للإعلام ـ نشر في 2015-07-11 الساعة 23:27

الكلمات الأكثر بحثاً