اتصل بنا
 

الخطوط الحمراء

قاص واعلامي اردني

نيسان ـ نشر في 2019-01-05 الساعة 09:28

نيسان ـ تبدو لي أحياناً بلون نبيذٍ معتّق.
ثمة خطوط حمراء أخربش بها صفحات الكتّاب الضعيفين المترزقين على مهنتنا.
الخطوط الحمراء.. بألّليْ التعريف الحمقاوين.. كما لو أنهما جبايةٌ مدروسةٌ لنظامٍ بائد.
لا خطوط حمراء.. لا في الأدب.. ولا في الحياة.. ولا في التجدُّد.. ولا في التمرُّد.
رسمتْ لي، مرَّةً، قلباً أحمراً طازج الرغبات..
فطلبتُ من أمي (رحمها الله) أن تشتري لي أخيراً فرشاة أسنان.
قال لي صديقي الشيوعي المتقاعد: إن الإله الأحمر معنا!!
فلم يتسن لي التعرف على الألهة ذوات الألوان الأخرى.
جاءوا جميعهم: المالك والخطّاط والمهندس (الحرامي) ومندوب دائرة الأراضي.. رسموا خطوط حمراء وعادوا قبل أن تصطادهم حجارة المفلس القبلية الطاعنة في الأُسِّ والجذور ودهن اللحم البلديّ.
هذه روما قال خطٌّ أحمر يشبه الطواحين.. فغضب الناقد المركزيّ.. وجاوبه صارخاً: (ولك تتخوتش علينا هذه الأندلس).
فاندسّ مندسٌّ كما تجري العادة الشعوذية.. قلب الطاولة على نعومي وإدوارد وفوكوياما وهنغتنغتون.. ثم ابتسم.. قبل أن يشخبط خطّاً أحمر فوق شفاه الموناليزا.
قال قائل إنها شفاه لوبيز.. مش عارف، بصراحة، اسمها الأول، أو مش متذكر الآن.. أو أن تجاوزي الخطوط الحمراء بمقدار الكحول المسموح بها نسّاني اسم جينيفر الأول.. المهم.. ما علينا: لا أحد يملك على وجه الدقة تحديد الجهة الكونية التي شخبط (الحيوان) عليها خطوطه الحمراء؟ على أي شفاه.. فقد تكون شفاه (شو إسمها هاي إم ...).. المأمنة عليهن بمبلغ وقدره.. كيم.. أو بلاش تكيم.. كاردشيان.. صاحبة (مولانا أبو منشار).. مش عارف هل هي فعلاً صديقته، أم أن خطوطاً حمراء تمنعنا أن نفترض صيغة أخرى؟
المهم ما علينا..
لا خطوط حمراء بعد اليوم.. يا أصحاب الجلالة والفخامة والقداسة والسماحة والنيافة والسموّ والدنوّ ولعانة الوالديْن...
لالالالالالالالالالالالالالالا خطوط حمراء.. وحمار اللي بدو يحسب حساباً لخطوطكم بعد اليوم..
حمار ليس بمعنى الإساءة لكائن محترم.. بل بمعنى رفض الطاعة الكريمة السخية المتسامحة..
لا خطوط حمراء أو شهباء أو صهباء أو عجفاء أو سوداء أو بيضاء.
لا خطوط بأي لون أو وزن أو رائحة كريهة أو كريمة أو منحطة.
لا خطوط ولا طيط ولا طاط ولا طوط.
وإن حسب أحدٌ من أولادي أو أحفادي حساباً، بعد اليوم، لخطوطكم، لألعن (طوط... طوط... طوط) الأوّلاني.

نيسان ـ نشر في 2019-01-05 الساعة 09:28


رأي: محمد جميل خضر قاص واعلامي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً