اتصل بنا
 

تمكين المرأة على الخريطة السياسية

نيسان ـ نشر في 2019-01-08 الساعة 15:37

نيسان ـ التقيت مؤخرا بسيدة من أصول تونسية والتي تحدثت بشغف وحماس كبيرين عن مشاركة ودور المرأة في الحياة السياسية في دول المغرب العربي و أملها الكبير في زيادة هذه المشاركة وتفعيلها بشكل عام في كل دول العالم العربي وأهمية الاعتراف بدور المراة في بناء المجتمع سياسيا جنبا الى جنب الى دورها الاقتصادي والاجتماعي والإصلاحي في عملية التطوير.
تاريخيا كانت نيوزيلندا أول دولة قامت بمنح المراة الحق في المشاركة في الحياة السياسية عام ١٨٩٣، في حين اتخذت جيبوتي هذه الخطوة كأول دولة عربية في عام ١٩٦٤ وتلتها لاحقا بقية الدول العربية، إلا أن القصور في الممارسة الفعلية للمرأة للحياة السياسية دفع بالأمم المتحدة لتبني استراتيجية لتمكين النساء بسبب التمييز القائم ضدهن على أساس النوع والجنس والذي أدى إلى حرمانهن من العديد من الفرص المتكافئة مع الرجال بسبب تقاعس الحكومات عن وقف ذلك التمييز.
إذن ما الذي نعنيه بمصطلح "تمكين المراة سياسيا"؟ يشير المصطلح إلى أهمية تقوية المراة في مجتمعاتها من خلال منحها الأدوات اللازمة لتكون عنصرا مؤثرا وفاعلا في عملية صنع القرار. يمكن تحقيق ذلك من خلال زيادة مشاركتها في النشاطات السياسية التي تضمن ايصالها الى مواقع اتخاذ القرار ومراكز صنع القرار من خلال اعتماد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كمقياس وأساس لتمكين المرأة سياسيا.
حيث قامت الأمم المتحدة ضمن برنامجها الانمائي بوضع عدد من المؤشرات الكمية القابلة للقياس لمفهوم "التمكين" من أهمها مشاركة المراة في المواقع القيادية، مشاركة المرأة في اللجان والمواقع العامة، اتاحة فرص التعليم والتدريب أمام المرآة، مشاركة المراة في عملية صنع واتخاذ القرار وإكساب المراة مهارات وقدرات تنظيمية لإنشاء مجموعات ضغط للمطالبة بحقوقها.
ما الذي يعيق عملية تمكين المراة سياسيا؟ يلعب الموروث المجتمعي دورا كبيرا في الحد من تمكين المراة وعدم وصولها الى مراكز قيادية وهو انعكاس لمجتمع ذكوري لا يمنح الثقة لقدرات وإمكانيات المراة. كما تلعب المراة نفسها دورا أساسياً في عدم وصولها الى المناصب القيادية وذلك لخوفها من خوض التجربة خشية الفشل او عدم القدرة على الوفاء بالتزامات تلك المناصب بسبب الارتباطات الزوجية والعائلية. كما يساهم العامل الاقتصادي في عملية الإعاقة بسبب النفقات المادية التي تحتاجها تلك السيدات للترشح للمناصب القيادية.
لماذا نحن بحاجة لزيادة مساهمة المراة في الحياة السياسية؟ ان من شأن توسيع مظلة مشاركة المراة في الحياة السياسية زيادة حجم تمثيل المجتمع والمساهمة في تعزيز مكانة المراة مجتمعيا مما يسهم في تعزيز عملية التنمية المستدامة وزيادة حجم القدرات والإمكانات في المجتمع والدفع بعجلة النمو الى مستويات أفضل.
إن ما نحتاجه اليوم فعليا هو الانتقال من مرحلة "التنمية" الى مرحلة "التمكين" الذي يستلزم فرض التغيير سواء على المستوى الفردي او المجتمعي من خلال المؤسسات ذات التأثير لتحقيق الفاعلية السياسية والعدالة الاجتماعية بما يضمن ازالة كافة العقبات والسلوكيات المجتمعية النمطية التي تعيق وصول المرأة سواء أكانت المعيقات تشريعية او ادارية او اجتماعية او اقتصادية بالإضافة الى أهمية وضع البرامج الوطنية التي تدعم مشاركة المراة وزيادة فرص وصولها إلى مراكز القيادة.

نيسان ـ نشر في 2019-01-08 الساعة 15:37


رأي: منال كشت

الكلمات الأكثر بحثاً