من سوانا؟
نيسان ـ يوسف أحمد أبو ريدة ـ نشر في 2015-07-12 الساعة 22:25
غرس الدهر في دماها المخالبْ ... وغـــدا الـبـيـتُ ســاحـة لـلـعـقاربْ
فـاستبقنا إلـى الـسيوف جـميعا ... وازدحـمنا عـلى الـردى بـالمناكبْ
نـــزرع الأرض والـفـضـاءات مــوتـا ... نــمــلأ الــكــون كــلــه بـالـنـوادبْ
كــــم دفــنّــا بــكــل شــبـر رجـــالا ... ودفـــنــا بـــكــلّ صـــــدرٍ رغـــائــبْ
كــم قـسـمنا جـراحـنا، كــم بـكينا ... وارتـجـفـنا وقـــد رأيـنـا الـعـواقبْ
كــــل شــبــر مــــن الــبـلاد كـقـبـر ... والــجـنـازاتُ خــاطـفـاتُ الأقـــاربْ
أيّ أمــــنٍ وأي ســلــمٍ وقــومــي ... يـسفكون الـدماءَ فـي كل جانبْ
مـــلأ الـقـتـلُ أرضــنـا فـادلـهـمتْ ... بـالـمـنـايـا تــهـزهـا والـمـصـائـبْ
فـلـم الـقـتل يــا بــن أمـي لـماذا ... أدمــانــا مــدفـوعـة كـالـضـرائبْ؟
يُــقــتَـل الآمـــنــون بـــــرا وبـــحــرا ... يـقتل الـطفل والفتى والمحاربْ
مَــن سـوانـا يـموت قـتلا وسـحلا ... ويـرى الأمنَ في فخاخ الثعالبْ؟
مَـن سـوانا ينام في الخوف ليلا ... ثــم يـصـحو وقـد غـزاه الأجـانبْ؟
مَــن سـوانا يـريد ضـحكا فـيبكي ... حـين نـعلوه بـالرصاص الـكتائبْ؟
مَـن سـوانا يـبيد مـن أجـل عـرشٍ ... كــل شـيءٍ وكـلّ طـفلٍ وكـاعبْ؟
إيـه يـا قـومُ كـم جـرحتم فؤادي ... وفـعلتم بـطهر روحـي العجائبْ!
لــيـت ربـــي الـكـريـم يـنـعم أمـنـا ... وســلامـا ووحـــدةً فــي الـمـآربْ