بين هبة نيسان وصحيفة نيسان

نيسان ـ ما قبل هبّة نيسان كانت اللاحياة حيث لم يُمارس الشعب الاختيار والذهاب إلى صناديق الاقتراع منذ أن عُطِّل مجلس النواب وكانت الأحكام العُرفيّة ورُكزّت السُلطة بيد الحكومة مستندة إلى حماية الملك في كافة قراراتها.
فما أن بعث الله شباباً كان في عقيدتهم أن الوطن فوق الجميع وأن الثوابت أساس بناء الأمة حتى ثاروا على النهج والأسلوب لا على الدولة ومؤسساتِها وضحّوا في أنفسُهم وعائِلاتهم من أجل هدفٍ أسمى وهو بناء الوطن والمؤسسات واستجاب جلالة الملك الراحل لرغباتهم وأُعلِنت الانتخابات وانتُخب مجلساً نيابيّاً قد يكون من أفضل المجالس التي سبقته ولكن سرعان ما تلاشى كل شيء وأصبحت المجالس التي تليه أقل قُدرة وسطوة حتى وصلنا إلى هذا الحال.
نحن نشكو قلة الوعي في زمان التكنولوجيا والمعرفة وتختلط علينا الوطنيّة في زمن نحن أحوج لها من ذي قبل ونسمي الانتماء للتراب والأمة انحياز للدولة العميقة وأمسى العاقل مجنوناً، الشريف خائناً، العقائدي إرهابيّاً والقوميّ منظراً واختلط السواد الحالك لدرجة إننا اقتنعنا بأن النور مستحيل.
من هنا أوجه صرخة إلى صحيفة نيسان الغرّاء والتي احترم القائمين عليها بأن تغزوا عقول الجيل بكل ما هو مفيد لإنشاء جيل همّهُ الانتماء للوطن ومقدراته غير آبهين بالحيتان ومعطلي عجلة التنمية.
حمى الله الأردن عزيزاً، شامخاً وقوياً
تجربة طالبة